2510- (5) وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني.
رواه مسلم.
2511- (6) وعن أنس قال: كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2510- قوله (وعن أبي مالك الأشجعي) اسمه سعد بن طارق بن أشيم، تقدم ترجمته وترجمة أبيه في (ج2: ص223) (كان الرجل إذا أسلم علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة) ، أي جنس مسائل الصلاة من شروطها وأركانها أو الصلاة تحضره فإنه فرض عينه (ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات) لكونها جامعة لجميع خيرات الدنيا والآخرة (اللهم اغفر لي) ، أي بمحو ذنوبي (وارحمني) ، أي بستر عيوبي (واهدني) ، أي إلى سبيل السلامة أو ثبتني على نهج الاستقامة (وعافني) ، أي من البلايا والخطايا (وارزقني) ، أي رزقًا حلالاً. (رواه مسلم) ، في الدعاء وأخرجه أيضًا أحمد (ج3: ص472) ، وروى مسلم وأحمد أيضًا (ج3: ص472، وج6: ص394) ، وابن ماجة في الدعاء من طريق يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتاه رجل فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك.
2511- قوله (كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -) ، أي لكونه دعاء جامعًا ولكونه من القرآن مقتبسًا وجعل الله داعية ممدوحًا (اللهم آتنا في الدنيا) ، أي قبل الموت، وهذا لفظ البخاري في الدعوات ورواه في تفسير البقرة بلفظ ((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم ربنا آتنا في الدنيا)) . وأخرجه مسلم وغيره بلفظ ((كان أكثر دعوة يدعو بها يقول اللهم آتنا في الدنيا)) إلى آخرة. قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة (أي واحدة) ، دعا بها، (أي بهذه الدعوة أي اللهم آتنا في الدنيا حسنة إلى آخره) ، وإذا أراد أ، يدعو بدعاء (أي كثير طويل) دعا بها فيه (أي بهذه الدعوة في ضمن دعواته الكثيرة) وللبغوي قال: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول)) (حسنة) ، أي كل ما يسمى نعمة ومنحة عظيمة وحالة مرضية (وفي الآخرة) ، أي بعد الموت (حسنة) ، أي مرتبة مستحسنة (وقنا عذاب النار) ، أي احفظنا منه وما يقرب إليه، قال الطيبي: قوله ((وقنا عذاب النار)) تنميم، أي إن صدر منا ما يوجبه من التقصير والعصيان فاعف عنا وقنا عذاب النار. قيل: المراد بالحسنة كل ما يعطاه العبد في الدنيا مما يلائم طبعه من العيشة الطيبة والغنى والعافية والمرأة الحسنة وغير ذلك مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من المباح والحلال وكذلك كل ما يعطاه في الآخرة يكون حسنة بلا واسطة أو بواسطة،