رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة.

2489- (9) ورواه الترمذي عن عبد الله بن عمر، والنسائي عنهما.

2490- (10) وعَنْ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَسُوءِ الْعُمُرِ وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الغرور وأنابت إلى دار الخلود وهي إذا كانت منهومة لا تشبع حريصة على الدنيا كانت أعدى عدو المرء فأولى الشيء الذي يستعاذ منه هي أي النفس، وعدم استجابة الدعاء دليل على أن الداعي لم ينتفع بعلمه وعمله ولم يخشع قلبه ولم تشبع نفسه - انتهى. وفي استعاذته - صلى الله عليه وسلم - من هذه الأمور إظهار للعبودية وإعظام للرب تبارك وتعالى وأن العبد ينبغي له ملازمة الخوف ودوام الافتقار إلى جنابه تعالى وفيه حث للأمة على ذلك وتعليم لهم وإلا فهو - صلى الله عليه وسلم - معصوم من هذه الأمور، وفيه أن الممنوع من السجع ما يكون عن قصد إليه وتكلف في تحصيله، وأما ما اتفق حصوله بسبب قوة السليقة وفصاحة اللسان فبمعزل عن ذلك (رواه أحمد) (ج2: ص340، 365) ، (وأبو داود) في الاستعاذة من أواخر الصلاة، (وابن ماجة) في الدعاء وقد سكت عنه أبو داود، والمنذري، والحاكم، وصححه الذهبي.

2489- قوله: (رواه الترمذي) في الدعوات (عن عبد الله بن عمرو) بالواو ابن العاص، قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. ونقل المنذري كلام الترمذي هذا وأقره وأخرجه أيضًا أحمد (ج2: ص167، 198) ، وأبو نعيم في الحلية (ج5: ص93) ، والحاكم (ج1: ص534) وسكت عنه هو والذهبي (والنسائي عنهما) أي عن أبي هريرة وابن عمرو، وكذا أحمد، والحاكم كما سبق، وفي الباب عن أنس عند أحمد، وابن حبان، والبغوي (ج5: ص159) وعن ابن عباس وجرير عند الطبراني، وابن مسعود عند الحاكم.

2490- قوله: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من خمس) هذا لا ينافي الزيادة (وسوء العمر) بضم الميم وسكونها، أي: أرذله وهو البلوغ إلى حد في الهرم يعود معه كالطفل في سخف العقل وقلة الفهم وضعف القوة، وقال في اللمعات: يحتمل أن يراد به سوء الكبر وأن يكون سوء المعيشة وضيقها وفسادها وقيل المراد به عمر غير مرضي لا يعمل فيه عمل صالح يعني مضيه فيما لا ينفعه في العقبى بل يسوءه (وفتنة الصدر) بفتح الصاد وسكون الدال المهملتين، قال الجزري: يعني ما يوسوس به الشيطان في قلبه كما في حديث من وساوس الصدر - انتهى. وقيل: هي قساوة القلب وحب الدنيا وأمثال ذلك، وقيل: موته وفساده، وقيل هي ما ينطوي عليه من غل وحسد وخلق سيئ وعقيدة باطلة، وقيل هي ضيقه المانع من قبول الحق وتحمل البلاء وقال الطيبي: هي الضيق المشار إليه بقوله تعالى: {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} (6: 126) فهي الإنابة إلى دار الغرور والتجافي عن دار الخلود وفسرها وكيع في رواية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015