أما بعد:

فيقول خويدم العلوم والطلبةِ فترة طويلة، مدةَ حياته في ديار الأُرمية، وبعد وصوله الحجازَ ونزولِهِ مكة المكرمة سنة (1398 هـ) ألف وثلاث مئة وثمان وتسعين من الهجرة المصطفية، على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التحية، بما عنده من قطرات الفيوض الهاطلة، ونقلات السلف الصالحة، المجاز فيها من كل الفنون المتنوعة: لقد طالت رغبتي في التطفل على مخدرات هذا السنن الغالية، المقصورة في خيامها العالية، التي قل من خدمها بما تستحق من الخدمات اللائقة؛ لكثرة من طالبني بخدمتها من بعض الأصدقاء والأقران، مع كون كواهلي ضعيفة وبيعاني قصيرة ممن لا تسعني مخالفته، ويَثْقُل عليَّ موافقته؛ لكوني فارغَ الأيدي وقليل البضاعة .. فأجبته - إن شاء الله تعالى - بشرح يحل معانيها ويفك مبانيها، مستمدًا من الله التوفيق والسداد لأقوم الطريق والإكمال، قبل حلول الحمام والنزول ديار الرمام.

وسميته:

"مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى حل وفك معاني ومباني سنن ابن ماجه"

ولقَّبته:

"نهاية القول المكتفى في شرح سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم"

للإمام الحافظ ابن ماجه، ولنقدِّم قبل الشروع في المقصود، بذكر تنبيهات مفيدة، واستهلالات بارعة؛ لتكون نزلًا لضيفان هذا السنن في ساحته، قبل الوصول إلى خيامه، فقلت مستعينًا بالله تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015