. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وقصر فاحش، أو طول مفرط، أو عمىً أو عرج أو اعوجاج يد ونحوها، أو ديني بنحو فسق وظلم وبدعة وكفر وغيرها (فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به) فإن العافية أوسع من البلية؛ لأنَّها مظنة الجزع والفتنة، وحينئذ تكون محنة أيَّ محنة، والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف؛ كما ورد (وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلًا) أي: في الدين والدنيا والقلب والقالب .. (عوفي من ذلك البلاء كائنًا ما كان) أي: لَمْ ير أحدٌ صاحبَ بلاء، فقال: الحمد لله الذي عافاني ... إلى آخره .. إلَّا عوفي من ذلك البلاء، حالة كون ذلك البلاء أي بلاء كان (ما عاش) أي: مدة بقائه في الدنيا.

قال الطيبي: في شرح قوله: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به) هذا إذا كان مبتلىً بالمعاصي والفسوق، وأما إذا كان مريضًا أو ناقص الخلقة .. لا يحسن الخطاب به.

قال القاري: الصواب: أنه يأتي به لورود الحديث بذلك، وإنما يعدل عن رفع الصوت إلى إخفائه في غير الفاسق، بل في حقه أيضًا إذا كان يترتَّبُ عليه مفسدةٌ، ويُسمع صاحب البلاء الديني إذا أراد زَجْره ويرجو انْزِجارَهُ. انتهى من "تحفة الأحوذي".

* * *

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا هذا الحديث.

والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015