وغرسنا نخلا «1» . فقال: ما أدرى، ولكن الله تعالى أغنى أهله عن ذلك بهذا النيل «2» ولكنّا نجد تحته ما هو خير من ذلك.. قال: وما هو؟ قال: يدفن «3» تحته قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم.. فقال عمرو: اللهم اجعلنى منهم.
قال حرملة: فرأيت أنا قبر عمرو بن العاص، وقبر أبى بصرة «4» الغفارىّ، وقبر عقبة بن عامر الجهنيّ، رضى الله عنهم. وقطع عمرو للمقوقس الحدّ الذي كان بين المقبرة وبينهم.
وقد روى فى بعض الأخبار أنّ كعب الأحبار «5» سأل رجلا يريد مصر، فقال: أهد لى ترابا من سفح مقطّمها، فإنّا نجد فى الكتب أن الله قدّسه من القصير إلى اليحموم «6» . فأتاه منه بجراب، فلما حضرت كعب الأحبار الوفاة، أمر به أن يفرش تحت جنبه فى قبره.