مرزبان نامه (صفحة 15)

مقدمة المترجم

المقدمة

الحمد لله الذي شهدت الكائنات بوجوده، وشمل جميع الموجودات بعميم كرمه وجوده، ونطقت الجمادات بقدرته، وأعربت العجم بحكمته، وتخاطبت الحيوانات بلطائف صنعته، وتناغت الأطيار بتوحيده، وتلاغت وحوش القفار بتغريده، كل باذل جهده، وأن من شيء إلا يسبح بحمده، دل العالم ظاهره وخافيه والمكان ومن فيه، والزمان وما يحويه من شاكر وحامد، ومشهود وشاهد، على أنه إله واحد، منزه عن الشريك والمضاد مقدس عن الزوج والولد والوالد، مبرأ عن المضاد والمعاند، منزه عن الزوجة والولد، هو الله أحد، أحمده حمداً تنطق به الشعور والجوارح، وأشكره شكراً تضاويه نعمه صيد الظبي النفور بالجوارح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله أودع أسرار ربوبيته في بريته، وأظهر أنوار صمديته في حيوان بحره وبريته، فبعض معرب بلسان قاله، وبعض معرب ببيان حاله تسبحه السموات برطيطها وتقدمه الأرض بعطيطها، وتوحده الأسد بهريرها، والبحار بخريرها، والخيل بصهيلها، والكلاب بنبيحها، والطير بتغريدها، والجبال بهديدها، والأقلام بصريرها، والنيران بحسيسها، كل قد علم صلاته وتسبيحه، ولازم الإله غبوقه وصبوحه، وعمروا بذلك أجسادهم وأرواحهم، ولكن لا تفقهون تسبيحهم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله أفضل من بعث بالرسالة، وسلمت عليه الغزالة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015