ومن مناقبه أنه كان مجاب الدعوة من ذلك قول الذي دعا عليه: اصابني دعوة سعد في الحديث الصحيح. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم " ليت رجلاً صالحاً يحرسني الليلة " فوفق الله تعالى سعداً لذلك، فجاء وبات يحرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك قبل نزول قوله تعالى: " والله يعصمك من الناس " - المائدة: 67 -. ومنها ما روي عن علي رضي الله تعالى عنه، قال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبويه لأحد غير سعد بن مالك، فإنه جعل يقول " ارم فداك أبي وأمي ". وتوفي أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري السلمي الذي أسر العباس يوم بدر، وتوفي الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أحد السابقين، وقيل توفي في سنة ثلاث وخمسين.

سنة ست وخمسين

فيها استشهد قثم بن العباس بن عبد المطلب في جهة سمرقند مع سعيد بن عثمان بن عفان المولى على خراسان بتولية معاوية بن أبي سفيان، وكان قثم يشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خلق صورته، وهو آخر من طلع من لحد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفيها توفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث المصطلقية، رضي الله عنها.

سنة سبع وخمسين

فيها عزل سعيد بن عثمان بن عفان عن خراسان، وأضيفت إلى عبد الله بن زياد، وتوفي عبد الله بن السعدي العمري، له صحبة وفيها وقيل في ثمان وخمسين وفي رمضان توفيت أم المؤمنين الصديقة ابنة الصديق الفقيهة المحدثة الفصيحة ذات التحقيق. ومن مناقبها نزول القرآن الكريم في براءتها، ونزول جبرائيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في لحافها، وكونها أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما ورد في الحديث الصحيح.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الأطعمة " وعرضها في الحرير على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يتزوجها. وقوله صلى الله عليه وآله لابنته فاطمة رضي الله عنها: " إن كنت تحبيني فأحبي هذه "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015