سنة إحدى وخمسين

فيها توفى سعيد بن زيد بالمدينة يعني سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي المجاب الدعوة في القصة المشهورة في المرأة التي ادعت عليه أنه غصب شيئاً من أرضها، احد العشرة الكرام المشهود لهم بالجنة على لسان سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، اسلم قبل عمر وهو ابن عمه وتحته أخته فاطمة بنت الخطاب، وبسببها كان إسلام عمر رضي الله عنه وعن الجميع، وضرب صلى الله عليه وآله وسلم له ولطلحة سهميهما يوم بدر، وكان قد أرسلهما إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار ذكر ذلك الواقدي. وفي السنة المذكورة وقيل في التي تليها توفي أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد، كان عقبياً بدرياً، كثير المناقب رضي الله عنه. قلت ومن أعظمها قدراً وأشرفها فخراً، انه نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيته أول قدومه المدينة، وناهيك بها مكرمة ومنقبة معظمة. وفي منزله المذكور بنيت المدرسة المعروفة بالشهابية، وفيها بيت يقال له المبروكة، وبه يتبرك ويذكر أنه موضع مبرك ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبروك ناقته صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك المكان من أعظم الدلائل على فضله وفضل من حوله من السكان: وفيها توفيت ميمونة، قلت هكذا قال بعضهم ميمونة وأطلق وقد تقدم وفاة ميمونة أم المؤمنين في، سنة سبع وثلاثين. وفيها قتل حجر بن عدي الكندي وأصحابه، يقال بأمر معاوية. وله صحبة ووفادة وجهاد، وعبادة وفيها توفي زيد بن ثابت بخلف.

سنة اثنتين وخمسين

فيها توفي عمران بن حصين الخزاعي، عثه عمر رضي الله عنهما يفقه أهل البصرة، وولي قضاءها، وكان الحسن البصري يحلف ما قدم البصرة خير لهم من عمران، وكان يسمع تسليم الملائكة عليه حتى يكتوي بالنار، فانحبس ذلك عنه عاماً ثم أكرم الله تعالى برد ذلك عليه، وهو الراوي لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في وصف المتوكلين: " الذين لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015