وله الحقائق والطرائق في الهدى ... وله المعارف كالكواكب تزهر
وله الفضائل والمكارم والندى ... وله المناقب في المحافل تنشر
وله التقدم والتعالي في العلى ... وله المراتب في النهاية تكبر
غوث الورى غيث الندى نور الهدى ... بدر الدجى شمس الضحى بل أنور
قطع العلوم مع العقول فأصبحت ... أطوارها من دونه تتحير
ما في علاه مقالة لمخالف ... فمسائل الإجماع فيه تسطر
قلت هذا ما ترجمه فيه بعضهم، وهو كذلك، بل فوق ذلك. وأما ترجمة الذهبي في قوله: والشيخ عبد ألفادر بن أبي صالح الزاهد: فمدحه بصفة الزهد، التي هي من أوائل منازل ألفالكين المبتدئين من المريدين، وقول: انتهى إليه التقدم في الوعظ والكلام على الخواطر؛ فغض من منصبه ألفالي، وقدح لا مدح فيما له من المفاخر والمعالي.
فمن مدح ألفادات أهل نهاية ... وسامي مقامات بأوصاف مبتدي
فقد ذمهم فيما به ظن مدحهم ... وكم معتد فيها بزعمه مهتدي
وهو ألفائل - رضي الله تعالى عنه - منطقاً بالهدى والمعارف والحكم. لا بالهوى والخرافات والخطوط التي تذمم:
ما في الصبابة منهل مستعذب ... إلا ولي فيه الألذ الأطيب
أو في الوصال مكانة مخصوصة ... إلا ومنزلتي أعز وأقرب
وهبت لي الأيام رونق صفوها ... فحلت مناهلها وطاب المشرب
وغدوت مخطوباً بالكل كريمة ... لا يهتدي فيها اللبيب ويخطب
أنا من رجال لا يخاف جليسهم ... ريب الزمان ولا يرى ما يرهب
قوم لهم في كل مجد رتبة ... علوية وبكل جيش موكب
أنا بلبل الأفراح أملىء دوحها ... طرباً، وفي العلماء باز أشهب
أضحت جيوش الحب تحت مشيئتي ... طوعاً ومهما رمته لا يعزب
أصبحت لا أملاً ولا أمنية ... أرجو، ولا موعودة أترقب
ما زلت أرتع في ميادين إلىضى ... حتى وهبت مكانة لا توهب
أضحى الزمان كحلة مرقومةتزهو ونحن لهالطراز المذهب
أفلت شموس الأولين، وشمسنا ... أبداً على فلك العلى لا تغرب
أما نسبه رضي الله عنه فهو الشيخ محيي الدين أبو محمد عبد ألفادر بن أبي صالح