وفيها توفي أبو الغنائم بن المهتدي بالله: محمد بن محمد الهاشمي الخطيب. وفيها توفي الحافظ أبو الحسن محمد بن مرزوق البغدادي رحمه الله. وفيها توفي أبو صادق مرشد بن يحيى المسندي البصري.
فيها كسر ابن بهرام - صاحب حلب - الفرنج، ثم نازل منبج فجاءه سهم فقتله، فحمله ابن عمه - صاحب ماردين - إلى ظاهر حلب، وتسلم حلب، وأقام بها نائباً، ورد إلى ماردين، فراحت حلب. وفيها أخذت الفرنج صور بالأمان، وبقيت في أيديهم إلى سنة تسعين وست مائة. وفيها توفي أبو الفضل أحمد بن محمد الدينوري، البغدادي المولد، الشاعر المعروف بابن الخازن، كان فاضلاً فائق الخط، أوحد وقته، اهتم ولده نصر الله الكاتب المشهور بجمع شعره، فجمع منه، وهو حسن السبك، منه قوله: - وقد أضافة الحكيم أبو القاسم الأهوازي يوماً، وزاد في خدمته وإكرامه، وكان في داره بستان وحمام، فأدخله فيهما:
وافيت منزله فلم أر حاجباً ... إلا تلقاني بسن ضاحك
والبشر في وجه الغلام إمارة ... لمقدمات ضياء وجه المالك
ودخلت جنته وزرت حميمه ... فشكرت رضواناً ورأفة مالك
قال ابن خلكان: ثم إني وجدت هذه الأبيات للحكيم أبي القاسم هبة الله بن الحسين الأهوازي الطبيب الأصفهاني، ذكره العماد في الخريدة. وفيها توفي الحسن بن الصباح صاحب الألموت، وزعيم الإسماعيلي، وكان ذاهيبة، ماكراً زندقياً من شاطين الإنس. وفيها توفي أبو الفتح سلطان بن ابراهيم المقدسي الشافعي الفقيه، قال السلفي: كان من أفقه الفقهاء بمصر، تفقه عليه أكثرهم، وقال غيره: أخذ عن أبي نصر المقدسي، وسمع من أبي بكر الخطيب، وسمع من جماعة. وفيها توفي أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب القرماطي الحافظ، كان حافظاً للحديث وطرقه وعالمه، عارفاً برجاله، ذاكراً لمتونه ومعانيه. ذكر بعضهم أنه كرر صحيح البخاري سبعمائة مرة،، كان أديباً شاعراً لغوياً ديناً.