غير أن المزار في كل يوم ... عند حب غرامه في الصدور
واعتدال بحبها زاد حباً ... عند من زرت في خبا أو قصور
والذي يؤثر التقلل مثلي ... زر قليلاً بذاك كثر الأجور
كل شهر وإن دنا منك داراً ... مرة أو بحسب حال المزور
والبرايا على اختلاف طباع ... في اجتماع وعزله وحضور
خذ مقالي مفصلاً ذا وضوح ... ما به مشكل ولا ذو قصور
رحم الله متقنا صنعه في ضيق ... لحد مجاور للقبور
فعسى الله دعوة من شقيق ... فأرى ما نظمت في ذي السطور
وكذلك عارضت قصيدته التي فضل بها الغني على الفقير، ومن جملتها قوله في هذه الأبيات:
فانظر بعينك هل أرض معطلة ... من النبات كأرض حفها الشجر
أبعد عما تيسر الأغنياء به ... فأي فضل له ود ما له ثمر
وارحل ركابك عن أرض ظمئت بها ... إلى الجنان الذي يهمي به المطر
وعارضته بقصيدة، وسميتها المنهج الأسنى في تفضيل الفقر على الغنى هذه الأبيات، منها:
قل للحريري من ذا في الحرير غدا ... وقصر در وحور زانها الحور
وفاكهات وأنها رمد فقة ... شهيدو وكثبان مسك والحصى درر
وجل نور وياقوت أسرتها ... تزهو براكبها والحسن والسرر
وطيب عيش ترى كل النعيم به ... ما تشتهي النفس مما ليس ينحصر
والضد في ضنك أهوال وروعتها ... سنين خمس منير جابذ الخبر
فسوف يدري العلى للفقر أم لغنى ... وأرض من منهما قد حفها الشجر
ومن له عود وصل يانع خضر ... زاه وذاك بذاك الحسن والثمر
إذا هشيماً رأى الغصن البصير له ... تذري الرياح به قد حلت الغير
يحكي سراباً ظن ذو ظمأ ... أو حلم نوم فلم يوجد له أثر
انقد بعين فؤاد جوهراً لهما ... عين البصيرة تدري الحسن لا البصر
فجوهر الفقر تزهو جوهريته ... بالحك، والمال زيف حين يختبر
وإنظر هل الزرع في أرض مجردة ... كزرع أرض وفيها الغيث والشجر
إن الفقير الذي للفقر مصطبر ... هو الغني والغنى بالمال مفتقر
يكفيك لو كان الفؤاد له نوع ... اعتبار إذا مرت به الغير