الملاعين فيها بيت المقدس بكرة الجمعة لسبع بقين من شعبان بعد حصار شهر ونصف. قال ابن الأثير: قتلت الفرنج في المسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفاً. وفيها ابتداء دولة محمد بن السلطان ملك شاه، طلع شهماً شجاعاً مهيباً، فتسارعت إليه العساكر، فسار إلى الري فتملكها. وفيها توفي أبو الحسن أحمد بن عبد القادر بن محمد البغدادي اليوسفي. كان جليل القدر، روى عن ابن شاذان وطبقته. وفيها توفي أبو القاسم الخليلي أحمد بن محمد الدهقان رحمه الله. وفيها توفي أبو تراب المراغي عبد الباقي بن يوسف. قال السمعاني: كان عديم النظير في فنه، بهي المنظر، سليم النفس، عاملاً بعلمه نفاعاً للخلق، فقيه النفس، قوي الحفظ، تفقه ببغداد على أبي الطيب الطبري، وسمع أبا علي بن شاذان. وفيها توفي الخلعي القاضي أبو الحسين المصري الفقيه الشافعي. سمع من طائفة، وانتهى إليه علم الاسناد بمصر. قال ابن سكرة: فقيه له تصانيف، ولي القضاء، وحكم يوماً، واستعفى، وانزوى في القرافة. وفيها توفي الحافظ أبو القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي، أحد من استشهد بالقدس، رحل، وجمع، واجتهد في هذا الشأن.

سنة ثلاث وتسعين واربع مائة

فيها التقى المسلمون مع الفرنج بقرب ملطية وانكسر الفرنج، وأسر ملكه، ولم يفلت منهم سوى ثلاثة آلاف، هربوا في الليل، وكانوا ثلاثمائة ألف. وفيها توفي الشيخ الحافظ المحدث عبد الملك بن محمد اليمني اليافعي. رحل وسمع من جماعة كبار في مكة وعدن وجبال اليمن. وروى كتاب الرسالة للشافعي، ومختصر المزني، والدقائق لابن المبارك، وكان شيخاً فاضلاً ورعاً زاهداً، يقال إنه سأله بعض أهل بغداد الانتقال إليه ليقرأ عليه، وبذل له في ذلك مالاً، فامتنع، وكتب إليه بقصيدة مفتتحها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015