وكان يقول: ثلاثة أشياء من علوم الحديث يجب تقديم الاهتمام بها: كتاب العلل: وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الدارقطني، وكتاب المؤتلف والمختلف: وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الأمير أبي نصر بن ماكول (، وكتاب وفيات الشيوخ: وليس فيه كتاب. قال: وقد كنت أردت أن أجمع فيه كتاباً، فقيل لي: رتبه على حروف المعجم، بعد أن رتبته على السنين، قال أبو بكر بن طرخان: فشغله عنه صحيحان إلى أن مات. وقال ابن طرخان المذكور: أنشدنا أبو عبد الله الحميدي المذكور لنفسه:

لقاء الناس ليس يفيد شيئاً ... سوى الهذيان من قيل وقال

فأقلل من لقاء الناس إلا ... لأخذ العلم أو إصلاح حال

؟؟؟؟؟؟؟؟

سنة تسع وثمانين وأربعمائة؟؟

فيها توفي أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني الكرخي ثم البغدادي، وكان صالحاً زاهداً منقبضاً عن الناس، ثقة حسن السيرة. وفيها توفي عبد الملك بن سراج الأموي مولاهم القرطبي، لغوي الأندلس. وفيها توفي أبو أحمد القاسم بن المظفر الهشرزاري، والد قاضي الخافقين، كان حاكماً بمدينة إربل مدة، وبمدينة سنجار أيضاً مدة. وكان من أولاده وحفدته علماء نجباء كرماء، نالوا المراتب العالية، وتقدموا عند الملوك، وتحكموا وقضوا، ونفقت أسواقهم. ومما أنشد:

همتي دونها السها والزبانا ... قد علمت جهدها، فما ابتدانا

ونسب الإمام السمعاني في ذيل تاريخ بغداد هذا القول إلى ولده المعروف بقاضي الخافقين خلاف ما ذكره أبو البركات بن المستوفي في تاريخ إربل من نسبه إلى والده القاسم المذكور.

وذكر السمعاني أن قاضي الخافقين اشتغل بالعلم على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي رحمه الله ولي القضاء بعدة بلاد، ورحل إلى العراق وخراسان والجبال، وسمع الحديث الكثير، وسمع منه السمعاني، وإنما قيل له قاضي الخافقين لكثرة البلاد التي وليها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015