متقناً، وأما الزنجاني فكان أعرف بالحديث منه. وقال غيره: كان الزنجاني إماماً كبيراً. وفيها توفي عبد العزيز بن علي أبو القاسم الأنماطي. روى عن المخلص، ومات في رجب. وفيها توفي الشيخ الإمام النحوي العلامة، صاحب التصانيف المفيدة: عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني الشافعي الأشعري. ومن تصانيفه المغني في شرح الإيضاح ثلاثون مجلداً. قلت وكلامه في علم المعاني والبيان يدل على جلالته وتحقيقه وديانته وتوفيقه. وقيل إنه مات في سنة أربع وسبعين. وفيها توفي شيخ عصره المتفق على جلالة قدره، الفقيه أبو عاصم الفضيل بن يحيى الهروي. وفيها توفي شيخ زمانه في همدان علماً وفضلاً وجلالة وزهداً، ويقيناً في العلوم وحظاً: أبو الفضل محمد بن عثمان بن زيرك القومساني. وفيها توفي أبو الفتيان محمد بن السلطان المعروف بابن حتوس بالحاء المهملة المفتوحة والياء المشددة المثناة من تحت والواو الساكنة وبعدها سين مهملة، وفي شعر المغاربة: ابن حبوس بالموحدة المخففة. كان أبو الفتيان المذكور شاعراً مشهوراً من الشعراء الشاميين المحسنين، وفحولهم المجيدين، له ديوان شعر كبير، لقي جماعة من الملوك والآكاب، ومدحهم، وأخذ جوائزهم. ومن نظمه في مدح أبي المظفر نصر بن محمود بن شبل الدولة قوله في قصيدة.
ثمانية لم تفترق مذ جمعتها ... فلا افترقت ما ذب عن ناظر شفر
يقينك والتقوى، وجودك والغنى ... ولفظك والمعنى، وحزمك والنصر
ومما وجد في ديوان ابن حيوس هذه الأربعة الأبيات، وبعضهم ينسبها إلى أبي بكر