الخلاف. قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: لا أعرف لهم كتاباً في الخلاف أحسن مشه. وقال أبو ذر الهروي: هو أفقه من لقيت من المالكية.
وفيها توفي من طبقته أبو الحسن بن القصار علي بن محمد بن عمر الرازي الفقيه الشافعي. كان مفتياً قريباً من ستين سنة، وكان له من كل علم حظ، وعاش قريباً من مائة سنة.
فيها ثارت فتنة هائلة ببغداد. قصد رجل شيخ الشيعة ابن المعلم وهو الشيخ المفيد وأسمعه ما يكره، فثار تلامذته، وقاموا، واستنفروا الرافضة، وأتوا قاضي القضاة أبا محمد الأكفاني، والشيخ أبا حامد الأسفراييني، فسبوهما، فحميت الفتنة، ثم إن أهل السنة أخذوا مصحفاً قيل إنه على قراءة ابن مسعود، فيه خلاف كثير، فأمر الشيخ أبو حامد والفقهاء بإتلافه، فأتلف بمحضر منهم، فقام ليلة النصف رافضي، وشتم فأخذ، فثارت الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين السنية، واختفى أبو حامد، واستنفرت الروافض، وصاحوا حاكم يا منصور، فغضب القادر بالله، وبعث خيلاً لمعاونة السنية، فانهزمت الرافضة، حرق بعض دورهم، وذلوا وأمر عميد الجيوش بإخراج ابن المعلم من بغداد، فأخرج، وحبس جماعة، ومنع القصاص مدة.
وفيها زلزلت الدينور، فهلك تحت الردم أكثر من عثرة آلاف، وزلزلت سيراف السبت، وغرق عدة مراكب، ووقع برد عظيم، وبلغ وزن واحدة منه مائة وستة دراهم.
وفيها هدم الحاكم العبيدي الكنيسة المعروفة بالقمامة بالقدس، لكونهم يبالغون في إظهار شعارهم، ثم هدم الكنائس التي في مملكته. ونادى: من أسلم وإلا فليخرج من مملكتي أو يلتزم بما أمر. ثم أمر بتعليق صلبان كبار على صدورهم، وزن الصليب أربعة أرطال بالمصري، وبتعليق خشبة كبد المكمدة، وزنها ستة أرطال في عنق اليهودي إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه، فقيل: كانت الخشبة على تمثال رأس عجل، وبقي هذا مدة