فانهزمت الديلم، وقتل منهم نحو ثلاثة آلاف، وكانوا مع صمصام الدولة، وكانت الترك مع أخيه، شرف الدولة، فخفوا به وقدموا به بغداد، فأتاه الخليفة الطائع طائعاً يهنئه، ثم خفي خبر صمصام الدولة فلم يعرف.
وفيها توفي الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي. سمع الكثير، وخرج لنفسه معجماً، وحدث بصحيح البخاري عن الفربري.
وفيها توفي الواعظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الصوفي الرازي.
فيها رفع شرف الدولة عن العراق مظالم كثيرة، فمن ذلك أنه رد على الشريف أبي الحسين محمد بن عمر جميع أملاكه، وكان مبلغها في العام ألفي ألف وخمسمائة درهم، وكان الغلاء ببغداد دون الوصف.
وفيها توفي الإمام النحوي أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي، اشتغل ببغداد، ودار البلاد، وأقام بحلب عند سيف الدولة ابن حمدان. وكان إمام وقته في علم النحو، وجرت بينه وبين المتنبي مجالس، ثم انتقل إلى بلاد فارس، وصحب عضد الدولة، وتقدم عنده، وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة: أنا غلام أبي علي في النحو. وصنف له " كتاب الإيضاح والتكملة " في النحو، وله تصانيف أخرى تزيد على عشرة.
ويحكى أنه كان يوماً في ميدان شيراز، يساير عضد الدولة، فقال له: أنصب المستثنى في قولنا قام القوم إلا زيداً فقال الشيخ: بفعل مقدر. فقال له: كيف تقديره. فقاد: أستثني زيداً، فقال عضد الدولة: هلا رفعته، وقررت الفعل، امتنع زيد. فانقطع الشيخ وقال: الجواب ميداني، ثم إنه لما رجع إلى منزله، وضع في ذلك كلاماً، وحمله إليه فاستحسنه. وذكر في كتاب الإيضاح أنه بالفعل المتقدم تقويه إلا.
وحكى أبو القاسم بن أحمد الأندلسي قال: جرى ذكر الشعر بحضرة أبي علي وأنا حاضر فقال: إني لا أغبطكم على قول الشعر، فإن خاطري لا يوافقني على قوله، مع