اللخمي الطبراني في ذي القعدة بأصبهان، وله مائة سنة وعشرة أشهر، وكان ثقة صدوقاً، واسع الحفظ، بصيراً بالعلل والرجال والأبواب، كثير التصانيف. وأول سماعاته بطبرية، ثم رحل إلى القدس، ثم إلى حمص وجبلة ومدائن الشام. وحج ودخل اليمن، ورد إلى مصر، ثم رحل إلى العراق وأصفهان وفارس. وروى عن أبي زرعة الدمشقي وغيره من تلك الطبقة.

وفيها توفي الحافظ أبو عمرو بن مطر النيسابوري، وكان متعففاً قانعاً باليسير، يحيي الليل، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويجتهد في متابعة السنة.

وفيها توفي الآجري محمد بن الحسين البغدادي الفقيه المحدث، كان صالحاً عابداً. روى عن جماعة، منهم أبو شعيب الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني، والفضل بن محمد الجندي " بفتح الجيم والنون " وخلق كثير. وصنف في الحديث والفقه كثيراً، وروى عنه جماعة من الحفاظ، منهم: أبو نعيم الأصفهاني صاحب كتاب " حلية الأولياء "، جاور بمكة وتوفي بها. وقيل أنه لما دخلها أعجبته فقال: اللهم ارزقني الإقامة بها سنة، وسمع هاتفاً يقول له: بل ثلاثين سنة، فعاش بها ثلاثين سنة، ثم توفي رحمه الله.

وفيها توفي أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشمي الشريف لما أخذ العبيديون دمشق، ثم قام هذا الشريف، وقام معه أهل الغوطة والسبات، واستفحل أمره في ذي الحجة سنة تسع وخمسين، وطرد عن دمشق متوليها، ولبس السواد، وأعاد الخطبة لبني العباس، فلم يلبث إلا أياماً حتى جاء عسكر المغاربة، وحاربوا أهل دمشق، وقتل بين الفريقين جماعة، ثم هرب الشريف في الليل، وصالح أهل البلد العسكر، وأسر الشريف عند تدمر، أسره جعفر بن فلاح على جمل، وبعث به إلى مصر.

وفيها توفي الشيخ العارف أبو الحسن بن سالم البصري، وكان له أحوال ومجاهدات، وعنه أخذ الأستاذ الشيخ العارف أبو طالب المكي صاحب القوت وأبو الحسن المذكور آخر أصحاب شيخ الشيوخ العارفين سهل بن عبد الله التستري وفاة.

وفيها توفي الوزير أبو الفضل محمد بن الحسين، المعروف بابن العميد. كان وزير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015