كافور، وما يتعلق به. وأقام الجند بعد كافور أبا الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيذي، وجعل خليفته في تدبير أموره الحسن بن عبد الله، وهو ابن عم أبيه وفيه يقول المتنبي:

إذا صلت لم أترك مصالاً لفاتك ... وإن قلت لم أترك مقالاً لعالم

وإلا فخانتني القوافي عافني ... عن ابن عبيد الله ضعف العزائم

وفي قصيدة طويلة يقول فيها:

أرى دون ما بين الفرات وبرقة ... سراباً لمشي الخيل فوق الجماجم

وطعن عصاريف كأن أكفهم ... عرفن الردينيات قبل العواصم

وهم يحسنون الكر في حومة الوغى ... وأحسن منه كرهم في المكارم

وهم يحسنون العفو عن كل مذنب ... ويحتملون الغرم عن كل غارم

حبيسون إلا أنهم في نزالهم ... أقل حياء من شفاء الصوارم

ولولا احتقار الأشد شبهتها بهم ... ولكنهم معدودة في البهائم

وكان امتداده له في ولايته الرملة، وانقراض دولة الإخشيذ في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. ودخل إلى مصر رايات المغاربة الواصلين صحبة القائد جوهر وسيأتي ذكره.

وفيها توفي قاضي القضاة أبو الحسن أحمد بن عبد الله الخرقي.

وفيها توفي الوزير العدل علي بن عيسى بن داود بن الجراح البغدادي الكاتب، وزر مرات للمقتدر، ثم للقاهر. وكان محدثاً عالماً ديناً خيراً، عالي الأسناد، روى عن أحمد بن بديل، والحسن الزعفراني وطائفة، قيل: وكان في الوزراء كعمر بن عبد العزيز في الخلفاء.

قال القاضي أحمد بن كامل: سمعت الوزير علي بن عيسى يقول: كسبت سبعمائة ألف دينار، أخرجت منها في وجوه البر ستمائة ألف دينار وثمانين ألف دينار. وآخر من روى عنه ابنه عيسى في أماليه.

قلت: ومما يدل على فضله وما خصته به العناية قضيتان ذكرتهما في كتابي روض الرياحين: إحداهما: أن بعض المضطرين من أهل الخير المشغولين، رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم في وقت ضرورة وهو يقول له: إذا أصبحت اذهب إلى الوزير علي بن عيسى، وقل له: بإمارة ما صلى علي عند قبري كذا وكذا من مرة يدفع إليك كذا وكذا. وعين شيئاً كثيراً من الصلاة عليه ومن المال. فلما أصبح ذهب إلى الوزير المذكور ومعه المقرىء بن مجاهد المشهور فقال الوزير لابن مجاهد: ما حاجتك يا أبا بكر؟ فقال: يدني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015