فأسر وفدى نفسه، ثم أسلم، فقيل له: لم لم تسلم قبل أن تفدي نفسك؟ فقال: ما كنت لأحرم المؤمنين طمعاً لهم في.

وباقي نسب الشافعي إلى معد بن عدنان معروف، وكان الشافعي رضي الله عنه كثير المناقب، جم المفاخر، عديم النظير، منقطع القرين، اجتمع فيه العلوم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكلام الصحابة رضي الله عنهم وآثارهم واختلاف أقاويل العلماء وكلام العرب من النحو واللغة والشعر وغير ذلك ما لم يجتمع في غيره، حتى أن الأصمعي مع جلالة قدره في هذا الشأن قرأ عليه أشعار الهذليين، وحتى أن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وعن الجميع قال: ما عرفت ناسخ الحديث ومنسوخه حتى جالست الشافعي.

وقال له إسحاق بن راهويه وهو بمكة أكثر من عشر مرات: تعال أريك رجلاً ما رأت عيناك مثله، فأوقفه على الشافعي قلت: وحتى الزمخشري من أئمة المعتزلة أثنى على الإمام الشافعي، وعظمه، ورجح قوله، وقوى حجته، وجعله من أئمة اللغة المعتبرين، ومدحه مدحاً حسناً كما سيأتي ذكره.

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: كا رأيت رجلاً قط أكمل من الشافعي، وقال الإمام أحمد: الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للبدن، هل لهذين من خلف أو عنهما عوض. وقال يحيى بن معين: كان الإمام أحمد نهانا عن الشافعي، ثم استقبلته يوماً، والشافعي راكب بغلته، وهو يمشي خلفه، فقلت: يا أبا عبد الله، تنهي عنه، وتمشي خلفه، قال: اسكت، لو لزمت البغلة انتفعت.

وحكى الخطيب في تاريخ بغداد عن ابن الحكم أنه قال: لما حملت أم الشافعي به، رأت كأن المشتري قد خرج من فرجها، حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية فتأؤل أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق سائر البلدان.

وذكر الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله في مناقب الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه أول من صنف في أصول الفقه، وقال: اتفق الناس على ذلك، وأنه الذي رتب أبوابه، وميز بعض أقسامه عن بعض، وشرح مراتبها في الضعف والقوة، قيل وما مثل الشافعي ومثل غيره إلا كما قال القائل:

نزلوا بمكة في قبائل نوفل ... ونزلت بالبيداء أبعد منزل

وذكر هو وغيره من الأئمة ما هو مشهور في مناف الشافعي، وهو أن إمام الحديث في،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015