في خده تفاح روض يحببا ... وبصدره رمانً مرة أرطبا
والدر منثوراً يرى في لفظه ... ومنظماً في بسمه مترتبا
والسفل في لحظ بأكحل فاتر ... ويرى مريضاً بالجفون محجبا
طرف المهمامع جيد ريم نفرت ... وتميزت بالحسن من بين الظبا
من بين نحري بدر حسن حاجز ... كالسيف لم يجر بحر يسكبا
والمسك مع شهد الماء حايم ... في درة ظلم المفلج أشيبا
في فرد بيت حدثاني ما حوى ... بعدها بيت أتى مستنجبا
ودعص رمل غصن بان مثقل ... على عمودي وبردي قد ركبا
وطول جعد كالغراب مجاور ... وجهأ حكى بدر الدياجي مذهبا
ولون بيض من نعام شبه ... المولى به الحور الحسان مرغبا
لكن على مقدار أفهام الورى ... قد شبه الرحمن تلك مقربا
هيهات ابن البيض ممن لو بدت ... في مشرق ليلاً أضاءت مغربا
أو في الأجاج البحر تبرق أودجا ... تبسمت ذا ضاء وذاك استعذابا
والمخ في ساق تراه من ورا ... سبعين من جلبابها لن يحجبا
وعجبت من قوم صفر رجحوا ... منها وممن مدح خضر أطيبا
مع أن لون الحور أقوى حجة ... للبيض لا تلقى بذلك مكذبا
والكل ذموا لون جص لم يكن ... ما رونق أو لون در أشربا
ولسمع لما في فضل بكر أنشدوا ... لأبي نواس في قولاً هذبا
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطي إلي ما لم تركبا
كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... ليست، وحبة لؤلؤ لم تثقبا
مع قول هادي العيس أعني مسلما ... بخل الوليد المستنجد المغربا
إن المطية لا يلذ ركوبها ... حتى تذلل بالزمام وتركبا
والحب ليس بنافع أربابه ... حتى يفضل بالنظام ويثقبا
وجوابا جلد يافعي في الحمى ... أبداً مع التفضيل تفضيل النبا
أبدا قريضا في يراع حاكما ... ومبينا فضلا لكل مطيبا
أولى مطايا العبد ما لم يمتطي ... لن يعد روض ما يرى مستصعبا
والدر سهل الانتفاع تقية ... وغير ممغوث سهى جربا
هذا لعمري في الحكومة قد كفى ... فضلاً وإن فضلاً ترم يا مرحبا
فالبسط في نظم وشر عادة ... لي حببت والقلب مع ما حببا
مستثنياً قل في روض هجت ... محبوبة تلك الرعات تحببا