وسلم، وينسب إليه من الشعر في التفضيل المذكور هذا البيت:

الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار

يقال إن هذا قوله والله أعلم، ولهذا قلت: وينسب إليه هذا البيت. وأما قول ابن خلكان: وينسب إليه في ذلك قوله: فمختل المعنى، لأنه إذا كان قوله لا يصح أن يقول وينسب إليه، ولكن يقال ويدل على ذلك قوله: وقيل إنه فتشت كتبه فلم يوجد فيها شيء مما كان يرمي به. وقال الطبري في تاريخه إن سبب قتل المهدي له أن المهدي ولى صالحاً أخا يعقوب بن داوود وزير المهدي ولاية، فهجاه بشار بقوله ليعقوب:

هم حملوا فوق المنابر صالحاً ... أخاك فضجت من أخيك المنابر

فبلغ يعقوب، فجاء فدخل على المهدي فقال له: ان بشاراً هجاك، قال ويحك ماذا قال؟ قال: يعفيني أمير المؤمنين من إنشاء ذلك، فقال لا بد فأنشده:

خليفة يزني بعماته ... يلعب بالبيوق والصولجان

إبدلنا الله به غيره ... ودس موسى في زيارة حر الخيزران

ثم ذكر كلمة فظيعة في آخر هذا البيت أكره ذكرها غير أني أذكر حرفاً حرفاً هجاها وهما ح ر وبعدهما لفظ الخيزران وهي امرأة المهدي وإليها ينسب دار الخيزران بمكة، فطلبه المهدي، فخاف يعقوب أن يدخل عليه فيمدحه فيعفو عنه، فوجه إليه من تلقاه في البطيحة وقتله والله أعلم.

سنة ثمان وستين ومائة

فيها مات السيد الأمير أبو محمد الحسن بن يزيد بن السيد الحسن بن علي بن أبي طالب شيخ بني هاشم في زمانه وأمير المدينة للمنصور ووالد الست نفيسة، خافه المنصور فحبسه، ثم أخرجه المهدي وقربه. وفيها توفي أبو الحجاج خارجة بن مصعب من كبار المحدثين بخراسان وقيس بن الربيع الأسدي الكوفي الحافظ، وفيها توفي الأمير عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015