بالتمويهات التي أظهرها من ذلك صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسافة شهرين من موضعه ثم يغيب وإليه أشار المعزي بقوله:
أفق أيها البدر المقنع رأسه ... ضلال وغي مثل بدر المقنع
وكان في قلعة في ما وراء النهر. وفيها توفي إبراهيم بن ظهران الخراساني، وفيها عيسى بن علي عم المنصور.
فيها توفي الماجشون يعقوب سمع ابن عمرو عمر بن عبد العزيز، ومحمد بن المنكدر، وروى عنه ابناه يوسف وعبد العزيز وابن أخيه عبد العزيز عبد الله، وقال ابن الماجشون: عرج بروح الماجشون فوضعناه على سرير الغسل فدخل غاسل إليه يغسله فرأى عرقاً يتحرك في أسفل قدميه، فلم يعجل بغسله، فمكث ثلاثاً على حاله، والناس يترددون إليه ليصلوا عليه، ثم استوى جالساً، وقال: ائتوني بسويق، فأتي به فشربه، فقلنا له: خبرنا ما رأيت فقال: نعم عرج بروحي فصعد بي الملك حتى إلى سماء الدنيا، فاستفتح فقتح له، ثم عرج هكذا في السموات حتى انتهى إلى السماء السابعة، فقيل له: من معك؟ قال الماجشون. قيل: لم يأن له بعد بقي من عمره كذا وكذا سنة وكذا وكذا شهراً وكذا وكذا ساعة، ثم هبطت فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للملك الذي معي: من هذا؟ قال عمر بن عبد العزيز، قلت إنه لقريب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: انه عمل بالحق في زمن الجور وإنهما عملا بالحق في زمن الحق، ذكر هذا يعقوب بن أبي شيبة في ترجمة الماجشون هكذا ذكر ابن خلكان وفاته ووفاة عمه في السنة المذكورة، ولم يذكر الذهبي عمه المذكور. وفيها عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني الفقيه، وكان إماماً مفتياً صاحب حلقة. وفيها توفي مبارك بن فضالة البصري مولى قريش، كان من كبار المحدثين والنساك. قال: جالست الحسن ثلاث عشرة سنة، قال أحمد: ما رواه عن الحسن يحتج به.