وكان يجلس بالحذائين فلقب بالحذاء، وفيها توفي عاصم بن سليمان، احد حفاظ البصرة، رحمة الله عليهم. وفيها أو في التي بعدها توفي عمرو بن عبيد البصري الزاهد العابد المعتزلي القدري، صحب الحسن ثم خالفه واعتزل خلقته، فلذا قيل المعتزلة. وفيها توفي محمد بن أبي إسماعيل الكوفي، روى عن أنس وجماعة قال شريك: رأيت أولاد أبي إسماعيل أربعة، ولدوا في بطن واحد، وعاشوا.
وفيها توفي أبو هانىء حميد بن هانىء الخولاني المصري، روى عن علي بن رباح وعدة، وأدركه ابن وهب.
وفيها ثارت الديلم وقتلوا خلائق من المسلمين، فانتدب أهل الإسلام لغزوهم. وفيها سار الأمير محمد بن الأشعث إلى المغرب، فالتقى الاباضية فهزمهم، وقتل زعيمهم أبو الخطاب في المصاف، وفيها توفي حجاج بن أبي عثمان أحد حفاظ البصرة المعروف بالصواف، روى عن الحسن وغيره. وفيها على الصحيح توفي حميد الطويل أحد ثقات التابعين البصريين، كان فيها قائماً يصلي فسقط ميتاً سمع أنساً وطائفة. وكنيته أبو عبيدة. وفي ذي القعدة توفي سليمان بن طرخان أبو المعتمر التيمي أحد علماء البصرة وعبادها سمع أنساً وطائفة. قال شعبة: كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تغير لونه، وما رأيت أصدق منه، وقال المعتمر: مكث أبي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً ويصلي الفجر بوضوء العشاء، وعاش سبعاً وتسعين سنة. وفيها توفي مطرف بن طريف الكوفي الزاهد، وفيها توفي يحيى بن سعيد الأنصاري المدني الفقيه أحد الأعلام، ولي قضاء المنصور، ومات بالرصافة قبل أن يبني بغداد. قال ايوب السختياني: ما رأيت بالمدينة أفقه منه، وكان يحيى القطان يقدمه على الزهري، وقال الثوري: كان من الحفاظ.