الطبيعة جميل المعاشرة طلق الوجه بساماً من غير ضحك، محزوناً من غير عبوس، متواضعاً من غير مذلة، جواداً من غير سرف، رقيق القلب رحيماً بكل مسلم، لم يتجشأ قط من شبع، ولم يمد يده إلى الطمع، صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أصحابه وبارك وشرف كرم.
مما ورد في حيائه صلى الله عليه وآله وسلم روينا في كتاب الحافظ أبي عيسى المذكور عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أشد حياء من العنراء في خدرها، وكان إذا كره الشيء عرفناه في وجهه. وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ما نظرت إلى فرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقالت ما رأيت فرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يسير مما ورد من محاسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم
اعلم إنه ما يهتدي أحد من خلق الله عز وجل، إلى معرفة ما حوى خلقه الحسن من المحاسن الكريمة، وجميل الأخلاق الكاملة العظيمة وقد أجمل الله تعالى من وصفه في محكم تنزيله ما لا تتسع الدفاتر لتفصيله. فقال في الذكر الحكيم: " وإنك لعلى خلق عظيم " فأعظم بما وصفه العظيم بكونه عظيماً. فإنه لا يهتدي الخلق إلى إدراك كنه ذلك العظيم، تفصيلاً لمجموع محاسنه، وتعميماً. ولكني أذكر شيئاً مما ورد في ذلك من الأخبار بحسب التبرك والتذكار. روينا في الكتاب المذكور عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته لما تركته. وكان صلى الله عليه وآله وسلم من أحسن الناس خلقاً، ولا مسست خزاً قط، ولا حريراً ولا شيئاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكاد يواجه أحداً بشيء يكرهه، وكان عنده رجل به أثر صفرة، فلما قام قال صلى الله عليه وآله وسلم للقوم: " لو قلتم له يدع هذه الصفرة ". وروينا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاحشاً، ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، لكن يعفو ويصفح.