الكريم والنحو ولغات العرب، اخذ النحو عن أبي الاسود الديلي، وكان يحيى المذكور من الذين يقولون بتفضيل أهل البيت على غيرهم من غير تنقيض لذي فضل من غيرهم. وحكى عاصم بن أبي النجود المقري إن الحجاج بن يوسف الثقفي كتب إلى قتيبة بن مسلم وإلى خراسان أن أبعث إلي يحيى بن يعمر، فبعث به إليه، فلما قام بين يديه قال: انت الذي تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله والله لآلقين الأكثر منك شعراً أو لتخرجن من ذلك. فقال: فهو أماني إن خرجت؟ قال: نعم قال فإن الله جل ثناؤه يقول " ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين " - الأنعام: 84 - وزكريا ويحيى وعيسى الآية وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم. فقال له الحجاج ما أراك إلا قد خرجت، والله لقد قرأتها وما عملت بها قط، وهذا من الاستنباطات البديعة الغريبة المجيبة، فلله دره ما أحسن ما استنبط مع شدة التهديد من ما في وعيده أفرط، قال عاصم: ثم إن الحجاج قال له: اين ولدت؟ قال: بالبصرة قال: ايزننشأت؟ قال: بخراسان قال: فهذه العربية إني مع ذلك قال: رزق قال: خبرني عني هل ألحن؟ فسكت. فقال: اقسمت عليك. قال: اما إذا سألتني أيها الأمير فإنك ترفع ما يوضع وتضع ما يرفع. قال: ذلك والله اللحن السيىء، وقال ثم كتب إلى قتيبة إذا جاءك كتابي هذا فاجعل يحيى بن يعمرعلى قضاءك والسلام. وعن يونس بن حبيب قال: قال الحجاج ليحيى بن يعمر: اتسمعني ألحن؟ قال في حرف واحد، قال في أي؟ قال في القرآن، قال ذلك أشنع ما هو؟ قال تقول: قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم إلى قوله أحب إليكم، فتقرأها بالرفع، قال الراوي: كأنه لما طال الكلام نسي ما ابتدأ به، قال الحجاج: لا جرم لا تسمع لحناً أبداً، وقال: خالد الحذاء: كان لابن سيرين مصحف منقوط، نقطه يحيى بن يعمر، وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحاء، طبعه فيه غير متكلف، وأخباره ونوادره كثيرة. وفيها توفي أبو عمران الجوني البصري، وأبو الزبير المكي محمد بن مسلم أحد العقلاء والعلماء، وفيها فقيه مصر وشيخها أبو رجاء بن أبي حبيب الأزدي مولاهم، قال لليث: هو مولانا وسيدنا.