آتينا حكماً وعلماً " - الأنبياء: 78و79 -. قلت وحكي أنه سأل بعض أهل العلم عن السبايا المزوجات من الكفار هل يحل لمن سباها وطيبها؟ فأبطأ المسؤول في الجواب فأجاب الفرزدق بقوله:

وذات خليل أنكحتها رماحنا ... حلالاً لمن يبني بها لم يطلق

وأخبار الفرزدق كثيرة ذات اشتهار، والأولى عند خوف الإملال الاختصار وتوفي بالبصرة قبل جرير بأربعين وقيل ثمانين يوماً، قال قتيبة: وقد قارب المائة. وقال المبرد: التقى الحسن البصري والفرزدق في جنازة، فقال الفرزدق للحسن أتدري ما يقول الناس يا أبا سعيد؟ يقولون اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس، فقال الحسن: كلا لست بخيرهم ولست بشرهم، ولكن ما أعددت لهذا اليوم؟ قال شهادة أن لا إله إلا الله مذ ستين سنة. وقيل إن الفرزدق لقي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، والله أعلم بحقائق الأمور أوائلها وعواقبها وفي السنة المذكورة توفي سليم بن عامر الكلاعي الحمصي، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، روى عن أبي الدرداء وغيره، وتوفي فيها عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أخو الفقيه عبد الله، امام زاهد قانت واعظ كثير العلم، لقي ابن عباس والكبار.

سنة إحدى عشرة ومائة

فيها توفي عطية بن سعد العوفي الكوفي، روى عن أبي هريرة وطائفة، وضربه الحجاج أربع مائة سوط على أن يشتم علياً رضي الله تعالى عنه فلم يشتم. وتوفي القاسم بن مخيمرة الهمداني الكوفي، روى عن أبي سعيد وعلقمة، وكان عالماً نبيلاً زاهداً نجيباً.

سنة اثنتي عشرة ومائة

فيها توفي أبو المقدام رجاء بن حيوة الكندي الشامي الفقيه، كان شريفاً نبيلاً كامل السؤدد، قال مطر الوراق: ما رأيت شامياً أفقه منه: وقال مكحول: هو سيد أهل الشام. وقال مسلمة: الأمير في كندة رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي وعدي بن عدي، ان الله لينزل بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء انتهى وكان رجاء بن حيوة يجالس عمر بن عبد العزيز، وكان يوماً عند عبد الملك بن مروان، وقد ذكر عنده شخص بسوء، فقال عبد الملك: والله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015