الزهري عن سالم عن أبيه قلت ورجع غيرهما من المحدثين روايه مالك عن نافع عن ابن عمر، وسيأتي أن رواية الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر يسميها المحدثون سلسلة الذهب، وقال بعض المؤرخين دخل سليمان بن عبد الملك الكعبة، فرأى سالماً واقفاً، فقال: سلني حوائجك. فقال: والله لا سألت في بيت الله غير الله. وفيها توفي الفقيه الإمام آخر سادات الأعلام علماً وعملاً طاوس بن كيسان اليماني الجندي بفتح الجيم والنون الخولاني بمكة. في ذي الحجة، اخذ عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وطائفة، وكان فقيهاً جليل القدر نبيل الذكاء، قال عمرو بن دينار: ما رأيت أحداً قط مثل طاوس، ولما ولى عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه طاوس: ان أردت أن يكون عملك خيراً كله فاستعمل أهل الخير، فقال عمر: كفى بها موعظة، وتوفي حاجاً بمكة قبل يوم التروية بيوم، وصلى عليه هشام بن عبد الملك في ولايته، قلت كان هشاماً، كان في ذلك الوقت بمكة قادماً للحج، قال بعض العلماء: لم يتهيأ آخراج جنازته لكثرة الناس حتى وجه أمير مكة بالحرس. ولقد رأيت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب واضعاً السرير على كاهله، وقد سقطت قلنسوة كانت على رأسه ومزق رداؤه من خلفه. قلت والمشهور عن طاوس رحمه الله تعالى أنه سأل عن مسألة، فقال: اخاف إن تكلمت، وأخاف إن سكت، وأخاف أن اخذ بين الكلام والسكوت. وذكر بعضهم: انه تولى قضاء صنعاء والجند، وأخذ عنه عمرو بن دينار والزهري وابنه عبد الله بن طاوس، وتولى ابنه المذكور القضاء بعده، وكان فقيهاً جليلاً. وفيها توفي أبو مجلز لاحق بن حميد البصري أحد علماء البصرة، لقي كباراً من الصحابة كأبي موسى وابن عباس رضي الله عنهم، قال هشام بن حسان: كان قليل الكلام، فإذا تكلم كان من الرجال.

سنة سبع ومائة

توفي سليمان بن يسارالمدني أحد فقهاء المدينة السبعة، اخذ عن ابن عباس وأبي هريرة وعائشة وأم سلمة، وروى عن الزهري وجماعة، وكان سعيد بن المسيب إذا استفتاه أحد يقول اذهب إلى سليمان بن يسار، فإنه أعلم من بقي اليوم، وله إخوة مشهورون منهم عطاء بن يسار. وفيها وقيل في سنة ثمان. وقيل في سنة اثنتي عشرة ومائة. وقيل إحدى وقيل اثنتين ومائة توفي القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني الإمام، نشأ في حجر عمته عائشة، فأكثرمنها، قال يحيى بن سعيد: ما أدركنا أحداً تفضله بالمدينة على القاسم، وعن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015