سنة ثمان وعشرين وسبع مائة

فيها قدم صاحب الروم ابن حوبان بعسكر إلى السلطان الملك الناصر، ووصل الماء إلى القدس بعد عمل الضياع، ستة أشهر.

وفيها مات ببغداد مفتيها وشيخها جمال الدين عبد الله بن محمد العاقولي الواسطي.

وفيها توفي الإمام الواعظ مسند العراق شيخ المستنصرية عفيف الدين عبد الله بن محمد بن الحسن البغدادي.

وفيها مات بقلعة دمشق الشيخ الحافظ الكبير تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية معتقلاً، ومنع قبل وفاته بخمسة أشهر من الدواة الورق، ومولده في عاشر ربيع الأول يوم الاثنين سنة إحدى وستين وست مائة بحران، سمع من جماعة وبرع في حفظ الحديث والأصلين، وكان يتوقد ذكاء، ومصنفاته قيل: أكثر من مائتي مجلد، وله مسائل غريبة أنكر عليه فيها، وحبس بسببها مباينة لمذهب أهل السنة.

ومن أقبحها نهيه عن زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام، وطعنه في مشائخ الصوفية العارفين، كحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، والأستاذ الإمام أبي القاسم القشيري، والشيخ ابن العريف، والشيخ أبي الحسن الشاذلي، وخلائق من أولياء الله الكبار الصفوة الأخيار وكذلك ما قد عرف من مذهبه كمسألة الطلاق وغيرها، وكذلك عقيدته في الجهة، وما نقل عنه فيها من الأقوال الباطلة، وغير ذلك مما هو معروف في مذهبه ولقد رأيت مناماً طويلاً في وقت مبارك يتعلق بعضه بعقيدته، ويدل على خطابه فيها، وقد قدمت ذكره في سنة ثمان وخمسين مائة في ترجمة صاحب البيان، فمن أراد أن يطلع على ذلك، فليطالع هناك، فهو من المنامات التي تنشرح بها الصدور، ويطمئن به قلب من رآه، وينفتح لقبول الهدى والنور.

وفيها قتل نائب المشرق حوبان بهراة، ونقل تابوته، فدفن بالبقيع من المدينة الشريفة، ولم يدفن في مدرسته منعهم السلطان من دفنه فيها.

وفيها توفي أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الواحد المعروف بابن نبهان الخزرجي الشافعي.

وفيها توفي الإمام العلامة الأوحد مفتي الشام شيخ الشافعية قاضي القضاة كمال الدين أبو المعالي، سمع من أبي الغنائم وجماعة من الكبار، وكان فصيحاً مفوهاً مسرعاً. له خبرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015