سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة

فيها توفي الفقيه الإمام المدرس المفيد الشافعي، كان من أعيان الأئمة الشافعية، وخيار الفقهاء وكبارهم، درس وأعاد في مدارس، وانتفع به خلق كثير، وصنف في الفقه روايد التعجيز على التنبيه، وثاب في الحكم عن قاضي القضاة الزرعي، ثم عن قاضي القضاة بدر الدين، وتولى وكالة بيت المال، ولم يزل على ذلك إلى أن ليلة الجمعة رابع عشر ذي الحجة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها أمسك الكريم السلماني وكيل السلطان الملك الناصر، وزالت سعادته التي كانت يضرب به المثل.

وفيها مات بدمشق في ربيع الأول قاضي دمشق، ذو الفضائل ورئيسها الكامل نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد المعروف بابن صصري، الثعلبي، الشافعي، سمع من جماعة، وأفتى ودرس، وله النظم والترسل والخط المنسوب، والمروس الطويلة، والفصاحة وحسن العبارة، والمكارم مع دين، وحسن سريرة ولي القضاء إحدى وعشرين سنة.

وفيها مات مسند الشام بهاء الدين القاسم ابن المظفر ابن تاج الأمناء ابن عساكر.

وفيها مات بالمزة ليلة عرفة، مسند الوقت شمس الدين أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله ابن الشيرازي، الدمشقي، سمع من جماعه، وله مشيخة وعوال، وكان ساكناً وقوراً منقبضاً عن الناس.

سنة أربع وعشرين وسبع مائة

فيها كان الغلاء بالشام، وبلغت الغرارة أزيد من مائتي درهم أياماً، ثم جلب القمح من مصر بإلزام السلطان لأمرائه، فنزل إلى مائة وعشرين درهماً، ثم بقي أشهراً، ونزل السعر بعد شدة، وأسقط مكس الأقوات بالشام بكتاب سلطاني، وكان على الغرارة ثلاثة ونصف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015