بظاهر غرناطة، فقتل فيها من الفرنج أزيد من ستين ألفاً، ولم يقتل من عرف من عسكر المسلمين سوى ثلاثة عشر نفساً، والحمد لله على نصر دين الإسلام، وعلى سائر أفضاله والأنعام.

وفيها مات مسند الوقت الشرف عيسى بن عبد الرحمن الصالحي المعظم.

وفيها مات بمالقة شيخها العلامة أبو عبد الله محمد بن يحيى القرطبي، عن ثلاث وتسعين سنة، تفرد بالسماع عن الكبار.

سنة عشرين وسبع مائة

فيها حج مع السلطان الأمير عماد الدين الأتوني سلطنة السلطان بحماة، ولقب بالملك المؤيد، وقتل بمصر إسماعيل المقرئ على الزندقة، وسب الأنبياء، وقتل بدمشق عبد الله الرومي الأزرق مملوك الناجي ادعى النبوة وأصر وعمل عقد السلطان على أخت إزبك التي قدمت في البحر، وخلع على الكريم وابن جماعة، وكاتب السر وغيرهم، وغضب السلطان على آل فضل، وأحيط على أقطاعهم بعد أن أعطاهم قناطير من الذهب بحيث أنه أعطاهم في عام أول ألف ألف، وخمس مائة ألف درهم، وغزا الجيش بلاد سيس لكن غرق في نهر خان منهم خلق كثير، وحبس بقلعة دمشق ابن تيمية لإفتائه في الطلاق مخالفاً لجماهير أهل السنة، وأمسك نائب غزة الحاوي، وجاء بالسلطانية برد كبار، ووزنت منه واحدة ثمانية عشر درهماً، فاستغاث الخلق وبكوا فأبطلت الفاحشة والخمور أجمع بمهمة عليشاه الوزير، وزوج من العواهر خمسة آلاف في نهار واحد، وشقق ألوف من الظروف، وابتنى الجامع الكبير الكريمي بالضبات، وسيق إليه مال كثير، وحج الرحبيون منهم القاضي فخر الدين المصري، وجماعة من العلماء، ووجوه الناس.

وفيها مات المعمر المقرئ الرحلة أبو علي الحسن بن عمر بن عيسى الكردي.

وفيها قتل صاحب مكة حميضة بن أبي نمي الحسني وكان قد نزع عن طاعة السلطان الملك الناصر، وتولى أخوه عطيفة، فقتله جندي التقى به بالبرية غيلة، وهو نائم، ثم قتله السلطان لغدره.

قلت: ويقال: إن ذلك من تحت مكيدة السلطان جاء إليه الجندي في صورة هارب من السلطان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015