وفيها مات بسبتة عالمها النحوي ذو العلوم أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الغافقي، الإشبيلي، سمع التفسير، وبحث كتاب سيبويه، وتلا بالسبع، له تصانيف وجلالة وتلامذة.

وفيها توفي الإمام العلامة المدرس المفتي الشافعي. أحمد بن أحمد بن مهدي المدلجي الكناني المعروف بعز الدين النسائي، كان من أورع أهل زمانه درس وأفتى بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة، واشتغل للطلبة، وانتفعوا به، وتوفي بمكة - رحمه الله تعالى - في ذي القعدة، ودفن بالمعلى.

سنة سبع عشرة وسبع مائة

فيها حدثت الزياة العظمى ببعلبك، فغرق في البلد مائة وبضع وأربعون نسمة، وجرف السيل سورها الحجارة مساحة أربعين ذراعاً، ثم تزلزل بعد مكانه مسيرة خمس مائة ذراع، وكان ذلك آية بينة، وتهدم من البيوت والحوانيت نحو ست مائة موضع.

وفيها قدم السلطان إلى غزة، وإلى الكرك، ثم رجع.

وفيها ظهر جبلي، وادعى أنه المهدي بجبلة، وثار معه خلق من النصيرية والجهلة، وبلغوا ثلاثة آلاف، فقال: أنا محمد المصطفى، ومرة قال: أنا علي وتارة قال: أنا محمد بن الحسن المنتظر، فزعم أن الناس كفرة، وأن دين النصيرية هو الحق. وأن الناصر صاحب مصر قد مات، وعاثوا في السواحل، واستباحوا جبلة، ورفعوا أصواتهم يقولون: لا إله إلا علي، ولا حجاب إلا محمد، ولا باب إلا سلمان. ولعنوا الشيخين، وخربوا المساجد، وكانوا يحضرون المسلم إلى طاغيتهم، ويقولون: اسجد لإلهك، فسار إليهم عسكر طرابلس، وقتل الطاغية وجماعة ومزقوا.

وفيها مات المحدث الإمام الشيخ علي بن محمد الحسيني الصوفي في المحرم عن سبع وأربعين سنة، روى عن الفخر علي، وتاج الدين الفزاري. كان تقياً ديناً مؤثراً، كثير المحاسن.

وفيها مات بدمشق قاضي المالكية المعمر جمال الدين محمد بن سليمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015