اقطاعه نحواً من أربعين طبلخاناة، وكان عاقلاً ذا هيبة، قليل الظلم.

وفيها مات بحماه الأمير الكبير سيف الدين قجق المنصوري أحد الشجعان الأبطال، وكان تركياً، ثام الشكل، محبباً إلى الرعية، ويقال: سقي السم.

ومات في رمضان المسند العالم كمال الدين إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيم الأسدي الحلبي ابن النحاس الحنفي، عن بضع وسبعين سنة أو ثمان، سمع ابن يعيش، وابن قميرة، وابن رواحة.

وفيها مات بتبريز عالم العجم العلامة قطب الدين محمد بن مسعود بن مصلح الشيرازي، عن ست وسبعين سنة، وله تصانيف، وتلامذة، وذكاء باهر، ومزاح ظاهر. وفيها توفي الإمام العلامة حامل لواء الشافعية في عصره نجم الدين أحمد بن محمد، المعروف بابن الرفعة، أحد الأئمة الجلة علماً وفقهاً ورياسة شرح التنبيه شرحاً حفيلاً لم يسبق على التنبيه نظيره جاء فيه بالغرائب المفيدة لكل طالب بل لكل عالم في فهم ثاقب، وكذلك شرح الوسيط، وأودعه علوماً جمة، ونقلاً كثيراً، ومناقشات حسنة بديعة، وهو شرح بسيط جداً، ولم يكمل.

سمع الحديث من غير واحد، وحدث بشيء يسير من تصنيفه في أمر الكنائس وتخريبها، وولي حسبة الديار المصرية، ودرس بالمغربية بها، وكان مولده في سنة خمس وأربعين وست مائة، وكان في عرف بعض الفقهاء قد وقع الاصطلاح على تلقيبه بالفقيه حتى صار علماً عليه إذا أشير إليه قلت: وكذلك صار هذا اللفظ في بعض بلاد اليمن علماً على شمس الدين، والفقيه الكبير الولي الشهير أحمد بن موسى، المعروف بابن عجيل.

وفيها توفي العالم المتفنن الشيخ علي بن أسمح اليعقوبي، كان له عدة محفوظات منها مصابيح البغوي، والمفصل، والمقامات، وركب البغلة، ثم تزهد وهاجر إلى دمشق، وائتذر بدلق وميزر صغير أسود، وتردد إلى المدارس، وأقرأ العربية.

وفيها توفي الإمام العلامة القاضي بدر الدين، المعروف بابن رزين عبد اللطيف بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015