من طائفة، وحفظ خطب ابن نباتة، وديوان المتنبي ومقامات الحريري.

وفيها توفي الملك الناصر داود ابن المعظم ابن العادل صاحب الكرك صلاح الدين، أجاز له المؤيد الطوسي، وسمع ببغداد، وكان حنفيًا فاضلاً مناظرًا ذكيًا بصيرًا بالأدب بديع النظم ملك دمشق بعد أبيه، ثم أخذها منه عمه الأشرف فتحول إلى مدينة الكرك، فملكهااحدى وعشرين سنة، ثم عمل عليه ابنه وسلمها إلى صاحب مصر الملك الصالح، وزالت مملكته، وكان جوادًا ممدحًا.

وفيها توفي المعتصم بالله عبد الملك بن المستنصر بالله العباسي أخو الخلفاء، العراقيين، وكانت دولتهم خمس مائة سنة، وأربعًاوعشرين سنة، وكان حليمًاكريمًاسليم الباطن، قليل الرأي، حسن الديانة، مبغضًاللبدعة، سمع وأجيز له، ثم رزق الشهادة في دخول التتار بغداد على ما تقدم. لما ظفر به ملكهم أمر به وبولده أبي بكر، فرفساحتىماتا، وبقي الوقت بلا خليفة ثلاث سنين.

وفيها توفي الحافظ الكبير زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشامي ثم المصري الشافعي صاحب التصانيف، وله معجم كبير مروي، ولي مشيخة الكامليةمدة، وانقطع بها مدة نحوًامن عشرين سنة مكبًاعلى العلم والإفادة، وكان ثبتًاحجة، متبرعاًمتبحرًا في فنون الحديث، عارفًابالفقه والنحو مع الزهد والورع والصفات الحميدة.

وفيها توفي الشيخ الكبير العارف بالله الخبير الفقيه الإمام، علم العلماء بالله الأعلام معدن الأسرار وبحر العلوم الجمةالمودع درر المعارف. وجواهر الحكمة الممنوع رفيع المقامات والأحوال السنية، المشهور بعظيم الكرامات والمناقب العلية. المعترف له بكثر العلوم. المشهود له بالقطبية جامع الفضائل والمفاخر والمحاسن، وعلوم الشريعة والحقيقة الظواهر والبواطن، الني نافت علومه على مائة علم وعشرة، ولم يدخل في الطريقة حتىكان بعد للمناظرة الناشر على الكون جلة كمال محاسن الطريقة، والناثر على الوجود يواقيت معارف أسرار الحقيقة المشرقات شموس معارفه غياهب الظلم الناطق لسان حاله بالعبر ولسان مقاله بالحكم. صاحب الفتح الجليل، والمنهج الجزيل والمنصب العالي، أستاذالعارفين، ودليل السالكين أبو الحسن الشاذلي علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشريف الحسيب النسيب الحسني قئس الله تعالى روحه، وسقي بماء الرحمة ضريحه، وما نسبة القطرة من ماء البحر الزاخر، عند تعدادماجرىمن الفضائل والمفاخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015