وشرح المقدمة الجزولية كبيرًا وصغيرًا. وله كتاب في النحو سماه التوطئة بالجملة على ما يقال: كان خاتمة أئمة النحو.

وفيها توفي الملك المظفر غازي ابن الملك العادل صاحب فارقين وخلاط وغير ذلك، وكان فارساً شجاعًا شهمًا مهيبًا، وملكًا جوادًا تملك بعده ابنه الشهيد الملك الكامل ناصر الدين.

سنة ست وأربعين وست مائة

فيها توفي الإمام العلامة الفقيه المالكي الأصولي النحوي المقرىء المعروف بابن الحاجب أبو عمرو عثمان بن عمرو الكردي الأسناوي بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وقبل الألف نون، ثم المصري صاحب التصانيف المجادة المشتملة على التحقيق والإفادة. كان والده حاجباً للأمير عز الدين الصلاحي، واشتغل هو في صغره بالقران الكريم، ثم بالفقه على مذهب الإمام مالك، ثم بالعربية والقراءات وبرع في علومه، وأتقنها غاية الإتقان، ثم انتقل إلى دمشق، ودرس بجامعها في زاوية المالكية، واكب الخلق على الاشتغال عليه وتبحر في العلوم. قيل: وكان الغالب عليه علم العربية، وصنف مختصرًا في مذهبه، ومقدمة وجيزة في النحو، وأخرى مثلها في التصريف وشرح المقدمتين، وصنف في أصول الفقه.

قال ابن خلكان: وكل تصانيفه في نهاية الحسن والإفادة، وخالف النحاة في مواضع، وأورد عليهم اشكالات والزامات يبعد الاجابة عنها، قال: وكان من أحسن خلق الله ذهنًا، ثم عاد إلى القاهرة، وأقام بها والناس ملازمون للاشتغال عليه، قال: وجاءني مرارًا بسبب أداء شهادات، وسألته عن مواضع في العربية مشكلة، فأجاب عنها أبلغ اجابة بسكون كثير وتثبت تام، ومن جملة ما سألته عنه مسألة اعتراض الشرط على الشرط في قولهم: إن أكلت إن شربت لم يتعين تقديم الشرب على الأكل بسبب وقوع الطلاق حتى لو أكلت ثم شربت لم تطلق؟ وسألته عن بيت المتنبي عن قوله:

لقد تصبرت حتى لات مصطبر ... فالآن أقحم حتى لات مقتحم

ما السبب الموجب لخفض مصطبر ومقتحم، ولات ليست من أدوات الجر. فأطال الكلام فيهما، وأحسن الجواب عنهما، قال: ولولا التطويل لذكرت ما قاله، ثم انتقل إلى الاسكندرية للإقامة، فلم تطل مدته هناك، وتوفي بها ودفن خارج باب البحر بتربة الشيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015