لقد كنت شابا مجردا من أي سلاح سوى المواهب الطبيعية في ساحة يجب أن يكون فيها للمرء إعداد تربوي جيد يشكل عمادا قويا وتتأسس عليه التجربة.

لقد هونت من الأمر وهززت كتفي ولم ألب دعوة ماسينيون. ثم نسيت المسألة بعد أيام. ولكن التجربة ستعلمني أنه لم ينس ولن ينساني أبدا، وزاد الطين بلة أنني لم أتوار عن الأنظار وأختفي ليلفني النسيان، إذ أنني لا أفتأ أدوس على حاشيته.

فبعد أيام من الواقعة، حصل تجديد مكتب الجمعية التي كنت سأتولى رئاستها بحكم الإجماع الذي انبثق من انتخاب الجمعية العامة.

غير أن محمد القاسي، المتبوع بظله بلافريح، اقنع الجمع أنه من (السياسة) أن يتولى مغربي رئاسة الجمعية. وتمكن بعد جدال، من أن يفرض نفسه رئيسا بعد أن رشحه بلافريج الذي أقنعني بأني سأكون نائبا ممتازا للرئيس (?).

وفي مقابل التواضع الذي أبداه الرئيس، قررت من جانبي، أن أقبل التنازل عن شرف منصب نائب الرئيس لصالح صديقي وأستاذي محمد بن ساعي الذي يكبرني سنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015