الشاذلي المكي وأخوه سي مكي بأن أهتم بعض الشيء بالمدرسة، فالسكان لم يكونوا راضين عن النتائج التي تحصلوا عليها مع الشيخ العربي التبسي. اقتنعت بعد عدة اتصالات بأني قد أكون مفيدا، بل ورأيت في الفكرة وسيلة لأحصل على خمسمائة فرنك شهريا في انتظار نهايتي أو اندلاع الحرب التي قد تغير شيئا من مصيري ومصير زوجتي ومصير عائلتي.

اتفقت وأصدقائي على حفظ ماء وجه الشيخ العربي الذي اضطلع بتسيير المدرسة. غير أن التثاقل الشديد للشيخ لم ييسر لي المهمة مطلقا.

فعوض أن يقبل بارتياح، إن لم يكن بفرح، مساعدتي خدمة للصالح العام، لم يجد من القول غير هذه الكلمات: - لم يبق لك إلا أن تصدر المدرسة! هذه هي عقلية الشيخ. هذه هي روح (الثقافة الإسلامية). والحال أني لم أتلق راتبي من ميزانية المدرسة التي يجب الاعتراف أنها عاجزة أصلا. إلا أن أصدقائي تعهدوا أن يدفعوا لي خمسمائة فرنك شهريا هي نصيب مشاركة الأولياء ممن يستفيد أبناؤهم من دروسي باللغتين (العربية والفرنسية). غير أن الشيخ العربي لم يهتم لا بمصلحة هؤلاء الصبيان ولا بإخلاصي وجديتي باعتبار أن الدروس الأخرى كنت أقدمها في المدرسة تطوعا ودون مقابل تماما. غير أني صبرت وتحملت الأمر وشرعت في تقديم دروسي. وحتى أسلط الضوء على (الثقافة الإسلامية) التي يقدمها الأزهر والزيتونة وتجليات جمالياتها أكثر، فإني سجلت نقطة معتبرة. فعوض أن يستعمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015