المحكمة المفهومة للإدارة الاستعمارية. وبالنسبة لي، سيستوي الماء والخشب للأسف طوال الست عشرة سنة القادمة (?).
وأنا ألخص اليوم هذه الحالة فأقول بأن قابلية الاستعمار عند الأهالي (indigènes) هي أهم وسيلة في متناول الاستعمار. بيد أنه يجب، أن أعيش سنوات عديدة أخرى لأرى الأمور بصورة أكثر دقة وأكثر تركيزا. فأنا لم أصلها بعد.
بعد أن فقدت الأمل من جانب السفارة المصرية والمفوضية السعودية، صممت رغم ذلك على مغادرة فرنسا عبر ألبانيا. تحصلت على التأشيرة بسهولة متناهية بمفوضية هذا البلد بباريس مع إعفاء من دفع ثمن الطابع. وبعد أن تركت زوجتي بدرو (عز وجلreux)، ركبت القطار ذات مساء في اتجاه إيطاليا ومنها سأبحر من باري (رضي الله عنهai) في الباخرة المتجهة إلى دورازو (عز وجلurazzo) . لم أخبر حتى زوجتي بهذا السفر الذي كان ممتعا حتى باري. وبعد العشاء، أخذت طريق الميناء، وكان الإبحار كما قيل لي بباريس على الساعة العاشرة ليلا. أردت اقتصاد ثمن العربة فوصلت منهكا تماما، لأن الميناء كان بعيدا جدا عن وسط المدينة وكنت أحمل حقيبتين ثقيلتين، كانت إحداهما مليئة بالكتب التقنية أي كل علمي.
يا لها من خيبة! لما وصلت، علمت أن الباخرة تبحر كل يومين وأن الرحلة القادمة ستكون يوم غد.