وكان لتبسة أنماطها وهي وجوه ترسخت في لوحتها الإنسانية.
ففي ساحة القصبة حيث تمتد المقاهي الأوربية المكشوفة، يمكن في تلك الساعة مقابلة (جمعة) منهمكاً ينادي بصوت مرتفع ليبيع رئيس البلدية. و (جمعة) هذا من (القَبِيل) رمته تقلبات الأحوال خلال الحرب العالمية الأولى بين سنتي 1914 - 1918 في شوارع تبسة، فقد كان في النهار يبيع الملابس القديمة وينادي عليها، وفي الليل وبعد أن يخرج من حانة رجل يدعى (فاسلو Vassalo) يتردد عليها سكارى المدينة، يعود إلى ممارسة مهنته فينادي: ((من يشتري رئيس البلدية بعشرة فرنكات))؟
كان رئيس البلدية (بلفيسي رضي الله عنهelvisi) يبتسم لذلك. وإذا شاء سوء طالع جمعة أن يقابل في طريقه (أنطونيني صلى الله عليه وسلمntonini) رئيس الشرطة العجوز، فإن عليه أن يقضي تلك الليلة يداعب قضبان سجن الشرطة ليستأنف صراخه في الصباح، غير أن الذي كان يشغل الشرطي العجوز أكثر من ذلك سكير آخر يدعى (بنيني) ليس له مأوى أو دار.
فما إن ينتهي الرجل من عمله اليومي بوصفه حمالاً حتى يذهب إلى حانة (فاسلو Vassalo)، وحين يخرج يجد (أنطونيني) بانتظاره ليقبض عليه ويلقي به وراء القضبان حيث أصبح سكنه المعتاد.
وقد اعتاد أبناء تبسة على هذا المشهد اعتياداً، جعلهم يجدون صعوبة في الإجابة إذا سئلوا إذا كان (أنطونيني) و (بنيني) صديقين، أم أنهما شخصان تجمع أحدهما بالآخر ظروف أو عمل.
وكان هناك (بيريلا رضي الله عنهirella) المستخدم في حانوت (عميمي إسماعيل) في الشريعة. فحين كان يأتي إلى تبسة يقصد مباشرة حانوت صديقه شَوَّاء اللحم