والتشويه الذي أدخله بولس والمجامع المقدسة من بعده على العقيدة الصحيحة التي جاء بها رسول الله عيسى ابن مريم عليه السلام.

{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} 1صدق الله العظيم.

على أن التحريف الذي وقع في العقيدة من جعل الإله الواحد ثلاثة أقانيم، وتأليه عيسى عليه السلام وادعاء بنوته لله تعالى، وتأليه مريم وروح القدس جبريل عليه السلام، واختراع قصة الصلب والفداء، وعبادة الصليب وعبادة التماثيل والأوثان إلخ.... إلخ. هذا التحريف على بشاعته لم يكن هو التحريف الوحيد الذي أدخلته الكنيسة والمجامع المقدسة على دين الله المنزل، بل أضافت الكنيسة انحرافا آخر لا يقل سوءا ولا تشويها للدين المنزل من عند الله، وذلك بعزل العقيدة عن الشريعة واتخاذ الدين عقيدة فقط، وترك القانون الروماني يحكم الحياة.

إن الدين المنزل من عند الله كان دائما عقيدة وشريعة في ذات الوقت: عقيدة في الله الواحد الفرد الصمد، الذي لا شريك له ولا ولد، وتنظيمات تنظم حياة الناس في الأرض في إطار أوامر الله ونواهيه.

فأما العقيدة فقد جاءت واحدة في جميع الرسالات السماوية لأنها -بطبيعتها- غير قابلة للتغيير ولا التبديل. فالله سبحانه واحد. وكل الرسل المرسلين من عند الله جاءوا بعقيدة التوحيد -عقيدة الحق- فقالوا لأقوامهم كما يحكي القرآن الكريم عنهم: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} أما الشريعة وما تحويه من تنظيمات فقد تغيرت -بحسب أحوال الأقوام الذين أرسل المرسلون إليهم، وانحرافاتهم الخاصة التي كانوا واقعين فيها حتى اكتمل الدين في الوحي المنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم نزل قوله تعالى: {الْيَوْمَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015