من تنبؤات الشيوعية كذلك إلغاء الحكومة في مستقبل البشرية.
ونظريتهم في ذلك أن الحكومة موجودة الآن؛ لأنها تؤدي مهام معينة لا بد من أدائها في المجتمعات الحالية حتى المجتمعات الشيوعية ذاتها "أي: الاشتراكية باعتبار أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الشيوعية الكاملة" ولكن الحكومة ليست أصلا من أصول المجتمع البشري بحيث تلازمه في جميع أطواره, وسيأتي اليوم الذي تلغى فيه الحكومة إلغاء تاما يوم تنتهي المهام التي تؤديها.
فحين تعم الشيوعية الأرض كلها وتصبح هناك حكومة عالمية واحدة، يأتي وقت لا تعود هذه الحكومة ذاتها لازمة؛ لأن مهمة الدفاع عن الشيوعية ستنتهي، وهي إحدى المهام التي تضطلع بها الحكومة.
ثم إنه لن يكون هناك صراع يحتاج إلى تدخل الحكومة بالقوة لحسمه، فتسقط مهمة أخرى من مهام الحكومة الحالية.
ثم يزيد الإنتاج فيصل إلى الحد الذي يجد فيه كل إنسان طلبته دون أن يؤثر ذلك على احتياجات الآخرين، فلا يعود هناك موجب لتدخل الحكومة في التوزيع.
وتكون مشاعر الناس قد ارتفعت بتأثير الحياة في ظل التطبيق الشيوعي، فيبذلون غاية جهدهم دون حاجة إلى رقابة مفروضة عليهم من خارج ضمائرهم.
وكذلك لا يتنازعون فيما بينهم -بعد إلغاء السبب الوحيد في النزاع