تقوم الشيوعية على مبدأ كفالة الدولة لجميع المواطنين على أساس أن هذا واجب الدولة تجاه المواطنين, وحق المواطنين على الدولة، ويندد الشيوعيون بالرأسمالية خاصة التي تحتفظ دائما بجيش من العاطلين لتضرب به حركات العمال الذين يتمردون على الظلم ويطالبون بحقوقهم، وبالإقطاع الذي يترك الناس يموتون جوعا ليكتنز الإقطاعي ويسمن من دماء الكادحين.
وفي "المنيفيستو" أي: الإعلان الشيوعي الذي أعلنه ماركس أوجب على الدولة أن تكفل لكل فرد من أفراد المجتمع ضروراته الأساسية وهي الطعام والملبس والمسكن والجنس, باعتبارها حقوقا طبيعية, وضرورات ينبغي إشباعها، وتعتبر الدولة مقصرة إذا قصرت في تحقيق شيء من ذلك لأي فرد من المواطنين.
وفي مقابل كفالة الدولة لجميع المواطنين فإنه ينبغي على كل قادر على العمل أن يعمل -رجالا ونساء- ومن لا يعمل لا يأكل، فكما أن الكفالة واجبة على الدولة فالعمل واجب على الفرد ما دام قادرا عليه، ولا يعفى من ذلك أحد على الإطلاق إلا الأطفال حتى يبلغوا السن التي تؤهلهم للعمل، والعجزة من الرجال والنساء الذين لا يقدرون على أي نوع من أنواع العمل فأولئك تكفلهم الدولة بلا مقابل.
وبما أن الدولة هي -من الوجهة العملية- المالك الوحيد والمسيطر الوحيد على الإنتاج فهي التي تحدد لكل فرد في المجتمع نوع العمل الذي يقوم به ومكانه