إلى مخ الطفل فيصبح مخ إنسان ناضج؟ وما تلك العناصر على وجه التحديد؟!
وأمخاخ الناس جميعهم -من حيث التركيب المادي- متشابهة إن لم تكن متماثلة ... فلماذا يختلف تفكير شخص عن شخص آخر اختلافا تاما مع عدم وجود اختلاف في "المادة" التي يصدر عنها هذا الفكر وذاك؟!
وحين يكون الإنسان متدينا ثم يصبح شيوعيا -مثلا- فهل تتغير "مادة" مخه، بحيث لو كشفنا على مخه لأبصرنا تغيرا معينا ملموسا طرأ عليه فاسود -مثلا- بعد ابيضاض، أو زادت فيه كمية النحاس ونقصت كمية الفسفور؟!
أي سخف في هذا "العلم" يبعث الغثيان!
والشيوعية تقول إن الإنسان سيد هذا الكون1، فكيف يخلق الكون سيده كما تساءلنا من قبل، ثم كيف يكون السيد من نفس مادة المسود بلا زيادة؟! ما الذي يجعله سيدا إذن إذا كان من نفس التركيب؟!
إن المؤمنين بالله ورسله يؤمنون بأن الإنسان من مادة هذا الكون:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} 2.
{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} 3.
ولكنهم يؤمنون بأن هناك شيئا آخر غير الطين هو الذي جعل الإنسان إنسانا وميزه على بقية الخلق. ذلك هو النفخة العلوية فيه:
{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} 4.
فإذا جرده الشيوعيون من نفخة الروح وجعلوه طينا فحسب، فكيف يفسرون سيادة الطين على الطين، أو سيادة جزء من المادة على بقية المادة المماثلة لها تماما في التركيب؟!
وكيف يكون هذا منطقا "علميا" تبنى عليه نظرية علمية وتفسير علمي للحياة البشرية؟!