ولكنهم كانوا أضعف من أن ينالوا شيئا من الإقطاعيين المحصنيين بقلاعهم المزودين بجيوش تحميهم، كما أنه لم يكن للفلاحين تجمع ذو هدف محدد يخوض معركة منظمة ضد الإقطاعيين، لذلك باءت ثوراتهم بالإخفاق، ولكن من خلال التطور المادي والاقتصادي أخذ الإقطاع ينهار لتحل محله الرأسمالية.

نشأت الرأسمالية "التي يسميها الشيوعيون البرجوازية لنشأتها في المدينة رضي الله عنهourjois نتيجة عدة عوامل أهمها اختراع الآلة التي أخذت تحل بالتدريج محل الإنتاج اليدوي، كما اتسعت الكشوف الجغرافية وزاد حجم التجارة الأوروبية"1، كما أن ظاهرة العمل المأجور -أي: تأجير العامل جهد يده من أجل الحصول على مطالب الحياة- كانت قد بدأت توجد في المدن وإن كان حجمها في بادئ الأمر لم يكن كافيا لتشغيل الحركة الصناعية الناشئة فقامت الثورة التي أدت إلى تحطيم الإقطاع.

يقول سيجال في كتاب: "لمحة عن تطور المجتمع منذ بدء التاريخ" "ص33 من الترجمة العربية":

"وهكذا نرى أن الإقطاعية التي كات متوافقة عند نشأتها مع مستوى القوى المنتجة في المجتمع صارت متناقضة مع القوى المنتجة المتنامية، وصار إلغاؤها ضرورة تاريخية".

وفي ظل الرأسمالية حدث تقدم عظيم في مجالات كثيرة منها المجال العلمي والمجال التكنولوجي؛ لأن الرأسمالية تسعى دائما لزيادة الإنتاج من أجل الربح. كما نشأ تنظيم جديد للعمل يتعاون فيه مجموعة كبيرة من الناس في العمل الواحد بدلا من العمل الفردي، ونشأ تحسين للطرق والمواصلات من أجل تصريف الإنتاج الصناعي في داخل البلاد وخارجها، كما كان الاستعمار وسيلة للحصول على موارد رخيصة ومجالا لتصريف فائض الإنتاج، ونشأت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015