عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 1.

ومن هنا نرى أن تسليط اليهود على "الأمميين" اليوم ليس خارجا عن سنن الله ووعده ووعيده كما جاءت في كتابه الكريم. كما نستطيع أن نحكم -من كتاب الله- أنها فترة استثنائية يعودون بعدها فيدخلون في الأجحار.. حين يعود المسلمون إلى الإسلام.

ويسأل بعض الناس: أليس اليهود هم أنفسهم فاسدين ومنحلي الأخلاق؟

وكل الشرور التي أذاعوها في البشرية ليحكموهم بها هي ذائعة فيهم؟!

نقول: بلى!! إنهم كذلك!

ولن يهربوا هم من سنة الله التي تكتب الدمار على الناس حين يلجون في الغواية ويصرون على الفساد.

نعم ولكن لهم دورا -قدره الله- في إذاقة البشرية الخبال جزاء كفرها وتبجحها بالكفر، دورا يؤدونه قبل أن يصيبهم الدمار بحكم السنن الربانية، وقبل أن يرجعوا إلى الذلة والمسكنة كما توعدهم الله إلى يوم القيامة.

إنهم فاسدون نعم، ولكنهم -بحكم ظروفهم التاريخية- يخططون بوعي حين يجدون الفرصة السانحة للتخريب، بينما الأمميون يفسدون فقط ... يفسدون بلا تخطيط!

اليهودية لا عرض لها، ولكنها إذ تبيع جسدها تمتص أموال الأمميين وتسرق أسرارهم لتعطيها "لشعب الله المختار" ليستفيد بها في تخطيطه الخبيث. أما الأممية فحين تفسد فإنها لا تفسد لهدف معين.. تفسد من جل الفساد فحسب.

وحين يوضع الأمر على هذا الصورة تكون الغلبة لا شك للفريق الأكثر وعيا، والذي تربط بينه -رغم فساده- عوامل تاريخية تمنعه من الذوبان السريع.

أما النتيجة الأخيرة فقد بينها كتاب الله.

تنتهي الفترة الاستثنائية -لأنها استثنائية- ويعود القدر المضروب يحكم اليهود:

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015