2- واقع المجتمع الصناعى:
لئن كان "علماء" اليهود قد أدوا دورهم "العلمي" في توهين عرى الدين والأخلاق والتقاليد، والقول بكل طريقة ومن كل زاوية بأنها سخف لا ينبغي للإنسان المتحضر أن يتمسك به، وأوهام لا ينبغي الاحتفاظ بها في عصر العلم، وقيود تعوق الانطلاق، وصناعة بشرية بحتة من حق البشرية أن تراجعها وتعدلها أو تلغيها أو تعمل بعكسها1.
لئن كان "العلماء" قد قاموا بهذا الدور فقد كانت عصابات أخرى تقوم في ذات الوقت بعملية لا تقل خطورة -بل قد تكون أشد خطورة- هي إقامة مجتمع في عالم الواقع، منسلخ من الدين والأخلاق والتقاليد، قائم على غير أساس منها.. وهكذا تجتمع النظريات والواقع على هدف محدد، يساند بعضها بعضا ويساعد بعضها بعضا، فالنظريات تمهد للواقع وتسنده، والواقع يشهد للنظريات ويؤكدها! وبين ذراعي الكماشة الشريرة يقع "الأمميون" في أوروبا أولا، وفي الأرض كلها بعد ذلك، تعصرهم عصرا وتمسخهم مسخا!
قلنا من قبل إن المجتمع الصناعي قد وقع في قبضة اليهود منذ اللحظة الأولى بسبب قيام اليهود المرابين بتمويل الصناعة الناشئة عن طريق الإقراض بالربا، فأصبح في مُكْنتهم السيطرة على هذا المجتمع وتشكيله على الصورة التي يرغبونها؛ لأن في يدهم أداة السيطرة الكبرى على ذلك المجتمع وهي رأس المال.
ونريد هنا أن نفصل هذا القول شيئا من التفصيل مستندين إلى وقائع التاريخ.