5- ومن مظاهر دقته في التحري -مما قد يتوهم أنه إطناب أيضًا- أن ينقل عبارات في الحكم على الراوي كأنها مترادفة دون تصرف فيها، ومن ذلك ما جاء في حكمه على ذكوان السمان المدني1 أنه كان ثقة من أجل الناس وأوثقهم، وقال ابن المديني: ثقة ثبت، وقال ابن سعد: كثير الحديث، وأنه أيضًا يذكر ما عرفه من زمن السنة التي توفي الراوي فيها، كقوله في رافع ابن إسحاق الأنصاري2: إنه مات في أول سنة أربع وتسعين، كما أنه أيضًا يذكر مكان الوفاة كقوله في ذكوان السمان السابق3: إنه مات بالمدينة سنة إحدى ومائة، وقوله في ربيعة بن عبد الرحمن4: إنه مات بالأنبار سنة ست وثلاثين ومائة.

6- من لطائفه في هذا الكتاب أنه يذكر شيوخ الصحابي، فيورد فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان شيخًا للصحابي من الصحابة، ومن ذلك قوله في أسامة5: إنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وبلال وأم سلمة، وقال في أنس6: إنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان في آخرين، وربما ترك في بعض الصحابة ذكر الشيوخ والتلاميذ كما فعل في بلال، وعذره ما ذكرنا من أن الصحابي لا يحتاج في ناحيته الحديثية إلى ذلك.

هذه أهم النواحي التي سنحت لنا في دراسة هذه الكتاب النفيس القيم، وكان يحق إسعافًا للطالبين وهو وإن كان قد سماه إسعاف المبطأ فإنما هو استجابة لداعي السجع الذي التزمه هو ومعاصروه من المؤلفين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015