فكريا شديدا1. وثار الجدل حول طبيعة المسيح، وحول مسائل الألوهية، وفكرة الجوهر والعَرَض، والأقانيم الثلاثة، والوحدانية، وفكرة الخطيئة والصلب. وبلغ الجدل ذروته من الشدة بعد "يوحنا الدمشقي" "طبيب الأمويين الذي وضع للنصارى أصول الجدل مع المسلمين" على يد "يوحنا النقيوسي" المصري الذي رحل إلى الحبشة وبدأ يرسل رسائله إلى أقباط مصر، يحاول فيها مناقشة العقائد الإسلامية، والحيلولة دون اعتناقهم الإسلام ثم تتابع النقاش في عهد العباسيين2.
وساعد هذا الجدل على توجيه أنظار المسلمين إلى معالجة مسائل جديدة, ومشكلات عقائدية ظهرت على سطح المجتمع الفكري. وقد يكون علم الكلام أيضا -كما سمي في فترة من الزمن- نتيجة التأثر بالكلام النصراني أو اللاهوت.
وكان لترجمة كتب الفلسفة اليونانية والرومانية وإقبال بعض المسلمين عليها، أثر في بعض المسلمين الذين فتنوا بها, فحاولوا التفلسف في ضوئها وتأثروا بها منهجا وموضوعا حين راحوا يفسرون تعاليم الإسلام في ضوء هذه الفلسفة، وحاولوا التوفيق بينها وبين الإسلام، وفسّروا القرآن على ضوء الفكر اليوناني, على