الأول من النشاط الذي يتناوله "فقه العبادات" بينما أخذت هذه الصفة تبهت بالقياس إلى النوع الثاني من النشاط الذي يتناوله "فقه المعاملات"! وهو انحراف بالتصور الإسلامي لا شك فيه. فلا جرم يتبعه انحراف في الحياة كلها في المجتمع الإسلامي ... "1.

وإذا كان تقسيم الإسلام إلى عقيدة وعبادة وشريعة وأخلاق مسألة فنية كذلك جاءت متأخرة عند التأليف في هذه العلوم، اقتضتها ضرورة البحث الفني والاختصاص، فإنها تركت آثارا في حس بعض الناس جعلتهم يظنون أنه يكفيهم أن يكونوا على عقيدة نظرية تستقر في قلوبهم دون أن يكون لذلك أثر في حياتهم، أو دون العمل بمقتضيات هذه العقيدة، ويحسبون أنهم متمسكون بهذا الدين حتى ولو كانوا يستمدون تشريعاتهم في جوانب الحياة الأخرى من مصادر بشرية أو مذاهب وأفكار أخرى لم يأذن بها الله، والله سبحانه وتعالى يقول:

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21] .

وما كانت هذه الآثار نابعة عن التقسيم بحد ذاته، وإنما جاءت بعد أن بهت الدين في نفوس الناس والتبست عليهم الأمور واختلفت المفاهيم2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015