فلا يثنى عليه سبحانه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وكذلك لا يسأل إلا بها، فيسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب, فيكون السائل متوسلا إليه سبحانه بذلك الاسم, ومتعبدا له به1.

وعندئذ يكون المؤمن قد تعرف على الله تعالى معرفة صادقة من خلال معرفته للأسماء والصفات التي أخبرنا الله تعالى بها؛ كي نؤمن بها وكي نتعرف على الله من خلالها، وندعوه بها، ليكون لها أثرها في السلوك الفردي والاجتماعي، فعندما نتعرف على الله الخالق والرازق، لا نطلب الرزق إلا منه، وعندما نتعرف على الله العليم الحكيم نسلِّم له الأمر كله، وعندما نعرف أنه متفرد بالخلق والأمر, فإننا نخضع لأمره وحكمه، وعندما نتعرف عليه سميعا بصيرا تمتلئ نفوسنا تقوى وخشية له سبحانه ... وأما ما وراء ذلك من أبحاث الفلاسفة والمتكلمين عن الصفات وعلاقتها بالذات وكيفية قيامها بها ... إلخ هذا كله مما لا طائل تحته ولا فائدة ترجى منه، بل هو مزلّة أقدام ومضلّة أفهام، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العظمى أن يثبتنا على الحق والهداية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015