لو راح يفكر في ذات الله سبحانه وتعالى ليتعرف عليها أو يحيط بها، فهل يصل إلى الحق؟

إن العقل أعجز من أن يستطيع ذلك كله أو بعضه، وكل من حاول هذا ضرب في بيداء التيه والضياع، وضل عن سواء الطريق، ولم يعد إلا بالحيرة والخيبة والندم1.

وقد تكفل سبحانه وتعالى، فعرّفنا بأسمائه الحسنى وصفاته العظمى، عن طريق وحيه المنزل, ثم عن طريق رسله -عليهم الصلاة والسلام- لأنهم أعلم الخلق بالله سبحانه وتعالى؛ ولذلك قال الله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4] .

ويبقى دور العقل هنا أن يتلقى النصوص الشرعية من الوحي؛ ليفهم ما تتضمنه هذه النصوص من معاني أسماء الرب سبحانه وصفاته.

وبكلمة واحدة: "نحن قد نعرف الله عقلا، ولكننا لا نعرف صفاته إلا وحيا"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015